إبله ألفا عار عين بعير منها، فأرادوا بعائرة العين ألفا من الإبل تعور عين واحد منها. قال الجوهري: وعنده من المال عائرة عين أي يحار فيه البصر من كثرته كأنه يملأ العين فيعورها. والعائر كالظعن أو القذى في العين: اسم كالكاهل والغارب، وقيل: العائر الرمد، وقيل:
العائر بثر يكون في جفن العين الأسفل، وهو اسم لا مصدر بمنزلة النالج والناعر والباطل، وليس اسم فاعل ولا جاريا على معتل، وهو كما تراه معتل. وقال الليث: العائر غمصة تمض العين كأنما وقع فيها قذى، وهو العوار. قال: وعين عائرة ذات عوار، قال: ولا يقال في هذا المعنى عارت، إنما يقال عارت إذا عورت، والعوار، بالتشديد، كالعائر، والجمع عواوير: القذى في العين، يقال: بعينه عوار أي قذى، فأما قوله: وكحل العينين بالعواور فإنما حذف الياء للضرورة ولذلك لم يهمز لأن الياء في نية الثبات، فكما كان لا يهمزها والياء ثابتة كذلك لم يهمزها والياء في نية الثبات. وروى الأزهري عن اليزيدي: بعينه ساهك وعائر، وهما من الرمد. والعوار:
الرمد. والعوار: الرمص الذي في الحدقة. والعوار: اللحم الذي ينزع من العين بعدما يذر عليه الذرور، وهو من ذلك.
والعوراء: الكلمة القبيحة أو الفعلة القبيحة، وهو من هذا لأن الكلمة أو الفعلة كأنها تعور العين فيمنعها ذلك من الطموح وحدة النظر، ثم حولوها إلى الكلمة والفعلة على المثل، وإنما يريدون في الحقيقة صاحبها، قال ابن عنقاء الفزاري يمدح ابن عمه عميلة وكان عميلة هذا قد جبره من فقر:
إذا قيلت العوراء أغضى، كأنه ذليل بلا ذل، ولو شاء لانتصر وقال آخر:
حملت منه على عوراء طائشة، لم أسه عنها ولم أكسر لها فزعا قال أبو الهيثم: يقال للكلمة القبيحة عوراء، وللكلمة الحسناء:
عيناء، وأنشد قول الشاعر:
وعوراء جاءت من أخ، فرددتها بسالمة العينين، طالبة عذرا أي بكلمة حسنة لم تكن عوراء. وقال الليث: العوراء الكلمة التي تهوي في غير عقل ولا رشد. قال الجوهري: الكلمة العوراء القبيحة، وهي السقطة، قال حاتم طئ:
وأغفر عوراء الكريم ادخاره، وأعرض عن شتم اللئيم تكرما أي لادخاره. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: يتوضأ أحدكم من الطعام الطيب ولا يتوضأ من العوراء يقولها أي الكلمة القبيحة الزائغة عن الرشد. وعوران الكلام: ما تنفيه الأذن، وهو منه، الواحدة عوراء، عن أبي زيد، وأنشد:
وعوراء قد قيلت، فلم أستمع لها، وما الكلم العوران لي بقتول وصف الكلم بالعوران لأنه جمع وأخبر عنه بالقتول، وهو واحد لأن الكلم يذكر ويؤنث، وكذلك كل جمع لا يفارق واحده إلا بالهاء ولك فيه كل ذلك. والعور: شين وقبح. والأعور: الردئ من كل شئ. في الحديث: لما اعترض أبو لهب على النبي، صلى الله عليه وسلم، عند إظهار