لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٤٦٢
اللبن بالكسر، يصفر صفرا وصفورا أي خلا، فهو صفر. وفي التهذيب: صفر يصفر صفورة. والعرب تقول: نعوذ بالله من قرع الفناء وصفر الإناء، يعنون به هلاك المواشي، ابن السكيت:
صفر الرجل يصفر صفيرا وصفر الإناء. ويقال: بيت صفر من المتاع، ورجل صفر اليدين. وفي الحديث: إن أصفر البيوت (* قوله: ان أصفر البيوت كذا بالأصل، وفي النهاية أصفر البيوت بإسقاط لفظ إن). من الخير البيت الصفر من كتاب الله. وأصفر الرجل، فهو مصفر، أي افتقر. والصفر: مصدر قولك صفر الشئ، بالكسر، أي خلا.
والصفر في حساب الهند: هو الدائرة في البيت يفني حسابه.
وفي الحديث: نهى في الأضاحي عن المصفورة والمصفرة، قيل:
المصفورة المستأصلة الأذن، سميت بذلك لأن صماخيها صفرا من الأذن أي خلوا، وإن رويت المصفرة بالتشديد فللتكسير، وقيل: هي المهزولة لخلوها من السمن، وقال القتيبي في المصفورة: هي المهزولة، وقيل لها مصفرة لأنها كأنها خلت من الشحم واللحم، من قولك: هو صفر من الخير أي خال. وهو كالحديث الآخر: إنه نهى عن العجفاء التي لا تنقي، قال: ورواه شمر بالغين معجمة، وفسره على ما جاء في الحديث، قال ابن الأثير: ولا أعرفه، قال الزمخشري: هو من الصغار. ألا ترى إلى قولهم للذليل مجدع ومصلم؟ وفي حديث أم زرع: صفر ردائها ومل ء كسائها وغيظ جارتها، المعنى أنها ضامرة البطن فكأن رداءها صفر أي خال لشدة ضمور بطنها، والرداء ينتهي إلى البطن فيقع عليه. وأصفر البيت: أخلاه. تقول العرب: ما أصغيت لك إناء ولا أصفرت لك فناء، وهذا في المعذرة، يقول: لم آخذ إبلك ومالك فيبقى إناؤك مكبوبا لا تجد له لبنا تحلبه فيه، ويبقى فناؤك خاليا مسلوبا لا تجد بعيرا يبرك فيه ولا شاة تربض هناك.
والصفاريت: الفقراء، الواحد صفريت، قال ذو الرمة:
ولا خور صفاريت والياء زائدة، قال ابن بري: صواب إنشاده ولا خور، والبيت بكماله:
بفتية كسيوف الهند لا ورع من الشباب، ولا خور صفاريت والقصيدة كلها مخفوضة وأولها:
يا دار مية بالخلصاء حييت وصفرت وطابه: مات، قال امرؤ القيس:
وأفلتهن علباء جريضا، ولو أدركنه صفر الوطاب وهو مثل معناه أن جسمه خلا من روحه أي لو أدركته الخيل لقتلته ففزعت، وقيل: معناه أن الخيل لو أدركته قتل فصفرت وطابه التي كان يقري منها وطاب لبنه، وهي جسمه من دمه إذا سفك. والصفراء:
الجرادة إذا خلت من البيض، قال:
فما صفراء تكنى أم عوف، كأن رجيلتيها منجلان؟
وصفر: الشهر الذي بعد المحرم، وقال بعضهم: إنما سمي صفرا لأنهم كانوا يمتارون الطعام فيه من المواضع، وقال بعضهم: سمي بذلك لإصفار مكة
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»
الفهرست