لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٤٥٠
وصادرة: اسم سدرة معروفة: ومصدر: من أسماء جمادى الأولى، قال ابن سيده: أراها عادية.
* صرر: الصر، بالكسر، والصرة: شدة البرد، وقيل: هو البرد عامة، حكيت الأخيرة عن ثعلب. وقال الليث: الصر البرد الذي يضرب النبات ويحسنه. وفي الحديث: أنه نهى عما قتله الصر من الجراد أي البرد. وريح وصرصر: شديدة البرد، وقيل: شديدة الصوت.
الزجاج في قوله تعالى: بريح صرصر، قال: الصر والصرة شدة البرد، قال: وصرصر متكرر فيها الراء، كما يقال: قلقلت الشئ وأقللته إذا رفعته من مكانه، وليس فيه دليل تكرير، وكذلك صرصر وصر وصلصل وصل، إذا سمعت صوت الصرير غير مكرر قلت: صر وصل، فإذا أردت أن الصوت تكرر قلت: قد صلصل وصرصر. قال الأزهري: وقوله: بريح صرصر، أي شديد البرد جدا. وقال ابن السكيت: ريح صرصر فيه قولان: يقال أصلها صرر من الصر، وهو البرد، فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل، كما قالوا تجفجف الثوب وكبكبوا، وأصله تجفف وكببوا، ويقال هو من صرير الباب ومن الصرة، وهي الضجة، قال عز وجل: فأقبلت امرأته في صرة، قال المفسرون: في ضجة وصيحة، وقال امرؤ القيس:
جواحرها في صرة لم تزيل فقيل: في صرة في جماعة لم تتفرق، يعني في تفسير البيت. وقال ابن الأنباري في قوله تعالى: كمثل ريح فيها صر، قال: فيها ثلاثة أقوال: أحدها فيها صر أي برد، والثاني فيها تصويت وحركة، وروي عن ابن عباس قول آخر فيها صر، قال: فيها نار.
وصر النبات: أصابه الصر. وصر يصر صرا وصريرا وصرصر: صوت وصاح أشد الصياح. وقوله تعالى: فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها، قال الزجاج: الصرة أشد الصياح تكون في الطائر والإنسان وغيرهما، قال جرير يرثي ابنه سوادة:
قالوا: نصيبك من أجر، فقلت لهم:
من للعرين إذا فارقت أشبالي؟
فارقتني حين كف الدهر من بصري، وحين صرت كعظم الرمة البالي ذاكم سوادة يجلو مقلتي لحم، باز يصرصر فوق المرقب العالي وجاء في صرة، وجاء يصطر. قال ثعلب: قيل لامرأة: أي النساء أبغض إليك؟ فقالت: التي إن صخبت صرصرت. وصر صماخه صريرا: صوت من العطش. وصرصر الطائر: صوت، وخص بعضهم به البازي والصقر. وفي حديث جعفر ابن محمد: اطلع علي ابن الحسين وأنا أنتف صرا، هو عصفور أو طائر في قده أصفر اللون، سمي بصوته. يقال: صر العصفور يصر إذا صاح. وصر الجندب يصر صريرا وصر الباب يصر. وكل صوت شبه ذلك، فهو صرير إذا امتد، فإذا كان فيه تخفيف وترجيع في إعادة ضوعف، كقولك صرصر الأخطب صرصرة، كأنهم قدروا في صوت الجندب المد، وفي صوت الأخطب الترجيع فحكوه على ذلك، وكذلك الصقر والبازي، وأنشد الأصمعي بيت جرير يرثي ابنه
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»
الفهرست