لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٢٦٦
عن صرمة له وعن مثلها فخير أنيس فأخذ الصرمة، معنى خير أي نفر، قال ابن الأثير: أي فضل وغلب. يقال: نافرته فنفرته أي غلبته، وخايرته فخرته أي غلبته، وفاخرته ففخرته بمعنى واحد، وناجبته، قال الأعشى:
واعترف المنفور للنافر وقوله عز وجل: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة، قال الزجاج: المعنى ربك يخلق ما يشاء وربك يختار وليس لهم الخيرة وما كانت لهم الخيرة أي ليس لهم أن يختاروا على الله، قال: ويجوز أن يكون ما في معنى الذي فيكون المعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة، وهو ما تعبدهم به، أي ويختار فيما يدعوهم إليه من عبادته ما لهم فيه الخيرة. واخترت فلانا على فلان: عدي بعلى لأنه في معنى فضلت، وقول قيس بن ذريح:
لعمري لمن أمسى وأنت ضجيعه، من الناس، ما اختيرت عليه المضاجع معناه: ما اختيرت على مضجعه المضاجع، وقيل: ما اختيرت دونه، وتصغير مختار مخير، حذفت منه التاء لأنها زائدة، فأبدلت من الياء لأنها أبدلت منها في حال التكبير.
وخيرته بين الشيئين أي فوضت إليه الخيار. وفي الحديث:
تخيروا لنطفكم، أي اطلبوا ما هو خير المناكح وأزكاها وأبعد من الخبث والفجور. وفي حديث عامر بن الطفيل: أنه خير في ثلاث أي جعل له أن يختار منها واحدة، قال: وهو بفتح الخاء. وفي حديث بريرة: أنها خيرت في زوجها، بالضم. فأما قوله: خير بين دور الأنصار فيريد فضل بعضها على بعض.
وتخير الشئ: اختاره، والاسم الخيرة والخيرة كالعنبة، والأخيرة أعرف، وهي الاسم من قولك: اختاره الله تعالى. وفي الحديث: محمد، صلى الله عليه وسلم، خيرة الله من خلقه وخيرة الله من خلقه، والخيرة: الاسم من ذلك. ويقال: هذا وهذه وهؤلاء خيرتي، وهو ما يختاره عليه.
وقال الليث: الخيرة، خفيفة، مصدر اختار خيرة مثل ارتاب ريبة، قال: وكل مصدر يكون لأفعل فاسم مصدره فعال مثل أفاق يفيق فواقا، وأصابل يصيب صوابا، وأجاب يجيب جوابا، أقيم الاسم مكان المصدر، وكذلك عذب عذابا. قال أبو منصور: وقرأ القراء: أن تكون لهم الخيرة، بفتح الياء، ومثله سبي طيبة، قال الزجاج: الخيرة التخيير. وتقول: إياك والطيرة، وسبي طيبة. وقال الفراء في قوله تعالى: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة، أي ليس لهم أن يختاروا على الله. يقال: الخيرة والخيرة كل ذلك لما تختاره من رجل أو بهيمة يصلح إحدى (* قوله: يصلح إحدى إلخ كذا بالأصل وإن لم يكن فيه سقط فلعل الثالث لفظ ما تختاره) هؤلاء الثلاثة.
والاختيار: الاصطفاء وكذلك التخير.
ولك خيرة هذه الإبل والغنم وخيارها، الواحد والجمع في ذلك سواء، وقيل: الخيار من الناس والمال وغير ذلك النضار. وجمل خيار وناقة خيار: كريمة فارهة، وجاء في الحديث المرفوع: أعطوه جملا رباعيا خيارا، جمل خيار وناقة خيار أي مختار ومختار. ابن الأعرابي: نحر خيرة إبله وخورة إبله، وأنت بالخيار وبالمختار سواء، أي اختر ما شئت.
والاستخارة: طلب الخيرة في الشئ، وهو
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست