لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٢٠٨
صغره.
والحروف المحقورة هي: القاف والجيم والطاء والدال والباء يجمعها جد قطب سميت بذلك لأنها تحقر في الوقت وتضغط عن مواضعها، وهي حروف القلقلة، لأنك لا تستطيع الوقوف عليها إلا بصوت وذلك لشدة الحقر والضغط، وذلك نحو الحق واذهب واخرج، وبعض العرب أشد تصويتا من بعض.
وفي الدعاء: حقرا ومحقرة وحقارة، وكله راجع إلى معنى الصغر. ورجل حيقر: ضعيف، وقيل: لئيم الأصل.
* حكر: الحكر: ادخار الطعام للتربض، وصاحبه محتكر. ابن سيده: الاحتكار جمع الطعام ونحوه مما يؤكل واحتباسه انتظار وقت الغلاء به، وأنشد:
نعمتها أم صدق برة، وأب يكرمها غير حكر والحكر والحكر جميعا: ما احتكر. ابن شميل: إنهم ليتحكرون في بيعهم ينظرون ويتربصون، وإنه لحكر لا يزال يحبس سلعته والسوق مادة حتى يبيع بالكثير من شدة حكره أي من شدة احتباسه وتربصه، قال: والسوق مادة أي ملأى رجالا وبيوعا، وقد مدت السوق تمد مدا. وفي الحديث: من احتكر طعاما فهو كذا، أي اشتراه وحبسه ليقل فيغلو، والحكر والحكرة الاسم منه، ومنه الحديث: أنه نهى عن الحكرة، ومنه حديث عثمان: أنه كان يشتري حكرة أي جملة، وقيل: جزافا. وأصل الحكرة: الجمع والإمساك.
وحكره يحكره حكرا: ظلمه وتنقصه وأساء معاشرته، قال الأزهري: الحكر الظلم والتنقض وسوء العشرة، ويقال: فلان يحكر فلانا إذا أدخل عليه مشقة ومضرة في معاشرته ومعايشته، والنعت حكر، ورجل حكر على النسب، قال الشاعر وأورد البيت المتقدم:
وأب يكرمها غير حكر والحكر: اللجاجة. وفي حديث أبي هريرة قال في الكلاب: إذا وردت الحكر القليل فلا تطعمه، الحكر، بالتحريك: الماء القليل المجتمع، وكذلك القليل من الطعام واللبن، وهو فعل بمعنى مفعول أي مجموع، ولا تطعمه أي لا تشربه.
* حمر: الحمرة: من الألوان المتوسطة معروفة. لون الأحمر يكون في الحيوان والثياب وغير ذلك مما يقبله، وحكاه ابن الأعرابي في الماء أيضا.
وقد احمر الشئ واحمار بمعنى، وكل افعل من هذا الضرب فمحذوف من افعال، وافعل فيه أكثر لخفته. ويقال: احمر الشئ احمرارا إذا لزم لونه فلم يتغير من حال إلى حال، واحمار يحمار احميرارا إذا كان عرضا حادثا لا يثبت كقولك: جعل يحمار مرة ويصفار أخرى، قال الجوهري: إنما جاز إدغام احمار لأنه ليس بملحق ولو كان له في الرباعي مثال لما جاز إدغامه كما لا يجوز إدغام اقعنسس لما كان ملحقا بإحرنجم. والأحمر من الأبدان: ما كان لونه الحمرة. الأزهري في قولهم: أهلك النساء الأحمران، يعنون الذهب والزعفران، أي أهلكهن حب الحلى والطيب. الجوهري: أهلك الرجال الأحمران: اللحم والخمر. غيره: يقال للذهب والزعفران الأصفران، وللماء واللبن الأبيضان، وللتمر والماء الأسودان. وفي الحديث: أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، هي ما أفاء الله على أمته من كنوز الملوك.
والأحمر: الذهب، والأبيض: الفضة،
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست