لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٢٠٩
والذهب كنوز الروم لأنه الغالب على نقودهم، وقيل: أراد العرب والعجم جمعهم الله على دينه وملته. ابن سيده:
الأحمران الذهب والزعفران، وقيل: الخمر واللحم فإذا قلت الأحامرة ففيها الخلوق، وقال الليث: هو اللحم والشراب والخلوق، قال الأعشى: إن الأحامرة الثلاثة أهلكت مالي، وكنت بها قديما مولعا ثم أبدل بدل البيان فقال:
الخمر واللحم السمين، وأطلي بالزعفران، فلن أزال مولعا (* قوله: فلن أزال مولعا التوليع: البلق، وهو سواد وبياض، وفي نسخة بدله مبقعا، وفي الأساس مردعا).
جعل قوله وأطلي بالزعفران كقوله والزعفران. وهذا الضرب كثير، ورواه بعضهم:
الخمر واللحم السمين أديمه والزعفران..........
وقال أبو عبيدة: الأصفران الذهب والزعفران، وقال ابن الأعرابي:
الأحمران النبيذ واللحم، وأنشد:
الأحمرين الراح والمحبرا قال شمر: أراد الخمر والبرود. والأحمر الأبيض: تطيرا بالأبرص، يقال: أتاني كل أسود منهم وأحمر، ولا يقال أبيض، معناه جميع الناس عربهم وعجمهم، يحكيها عن أبي عمرو بن العلاء. وفي الحديث: بعثت إلى الأحمر والأسود. وفي حديث آخر عن أبي ذر: أنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: أوتيت خمسا لم يؤتهن نبي قبلي، أرسلت إلى الأحمر والأسود ونصرت بالرعب مسيرة شهر، قال شمر: يعني العرب والعجم والغالب على ألوان العرب السمرة والأدمة وعلى ألوان العجم البياض والحمرة، وقيل: أراد الإنس والجن، وروي عن أبي مسحل أنه قال في قوله بعثت إلى الأحمر والأسود: يريد بالأسود الجن وبالأحمر الإنس، سمي الإنس الأحمر للدم الذي فيهم، وقيل أراد بالأحمر الأبيض مطلقا، والعرب تقول: امرأة حمراء أي بيضاء. وسئل ثعلب: لم خص الأحمر دون الأبيض؟
فقال: لأن العرب لا تقول رجل أبيض من بياض اللون، إنما الأبيض عندهم الطاهر النقي من العيوب، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا أحمر:
قال ابن الأثير: وفي هذا القول نظر فإنهم قد استعملوا الأبيض في ألوان الناس وغيرهم، وقال علي، عليه السلام، لعائشة، رضي الله عنها: إياك أن تكونيها يا حميراء أي يا بيضاء. وفي الحديث: خذوا شطر دينكم من الحميراء، يعني عائشة، كان يقول لها أحيانا تصغير الحمراء يريد البيضاء، قال الأزهري: والقول في الأسود والأحمر إنهما الأسود والأبيض لأن هذين النعتين يعمان الآدميين أجمعين، وهذا كقوله بعثت إلى الناس كافة، وقوله:
جمعتم فأوعيتم، وجئتم بمعشر توافت به حمران عبد وسودها يريد بعبد عبد بن بكر بن كلاب، وقوله أنشده ثعلب:
نضخ العلوج الحمر في حمامها إنما عنى البيض، وقيل: أراد المحمرين بالطيب. وحكي عن الأصمعي:
يقال أتاني كل أسود منهم وأحمر، ولا يقال أبيض. وقوله في حديث عبد الملك: أراك أحمر قرفا، قال: الحسن أحمر، يعني أن الحسن في الحمرة، ومنه قوله:
فإذا ظهرت تقنعي بالحمر، إن الحسن أحمر
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست