لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٢٠٤
والمحظار: ذباب أخضر يلسع كذباب الآجام. وحظيرة القدس: الجنة. وفي الحديث: لا يلج حظيرة القدس مدمن خمر، أراد بحظيرة القدس الجنة، وهي في الأصل الموضع الذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم والإبل يقيها البرد والريح. وفي الحديث: أتته امرأة فقالت: يا نبي الله، ادع الله لي فلقد دفنت ثلاثة، فقال: لقد احتظرت بحظار شديد من النار، والاحتظار: فعل الحظار، أراد لقد احتميت بحمى عظيم من النار يقيك حرها ويؤمنك دخولها. وفي حديث مالك بن أنس: يشترط صاحب الأرض على المساقي سد الحظار يريد به حائط البستان.
* حفر: حفر الشئ يحفره حفرا واحتفره: نقاه كما تحفر الأرض بالحديدة، واسم المحتفر الحفرة. واستحفر النهر: حان له أن يحفر. والحفيرة والحفر والحفير: البئر الموسعة فوق قدرها، والحفر، بالتحريك: التراب المخرج من الشئ المحفور، وهو مثل الهدم، ويقال: هو المكان الذي حفر، وقال الشاعر:
قالوا: انتهينا، وهذا الخندق الحفر والجمع من كل ذلك أحفار، وأحافير جمع الجمع، أنشد ابن الأعرابي:
جوب لها من جبل هرشم، مسقى الأحافير ثبيت الأم وقد تكون الأحافير جمع حفير كقطيع وأقاطيع. وفي الأحاديث:
ذكر حفر أبي موسى، وهو بفتح الحاء والفاء، وهي ركايا احتفرها على جادة الطريق من البصرة إلى مكة، وفيه ذكر الحفيرة، بفتح الحاء وكسر الفاء، نهر بالأردن نزل عنده النعمان بن بشير، وأما بضم الحاء وفتح الفاء فمنزل بين ذي الحليفة وملك يسلكه الحاج.
والمحفر والمحفرة والمحفار: المسحاة ونحوها مما يحتفر به، وركية حفيرة، وحفر بديع، وجمع الحفر أحفار، وأتى يربوعا مقصعا أو مرهطا فحفره وحفر عنه واحتفره. الأزهري: قال أبو حاتم: يقال حافر محافرة، وفلان أروغ من يربوع محافر، وذلك أن يحفر في لغز من ألغازه فيذهب سفلا ويحفر الإنسان حتى يعيا فلا يقدر عليه ويشتبه عليه الجحر فلا يعرفه من غيره فيدعه، فإذا فعل اليربوع ذلك قيل لمن يطلبه، دعه فقد حافر فلا يقدر عليه أحد، ويقال إنه إذا حافر وأبى أن يحفر التراب ولا ينبثه ولا يذري وجه جحره يقال: قد جثا فترى الجحر مملوءا ترابا مستويا مع ما سواه إذا جثا، ويسمى ذلك الجاثياء، ممدودا، يقال: ما أشد اشتباه جاثيائه. وقال ابن شميل:
رجل محافر ليس له شئ، وأنشد:
محافر العيش أتى جواري، ليس له، مما أفاء الشاري، غير مدى وبرمة أعشار وكانت سورة براءة تسمى الحافرة، وذلك أنها حفرت عن قلوب المنافقين، وذلك أنه لما فرض القتال تبين المنافق من غيره ومن يوالي المؤمنين ممن يوالي أعداءهم.
والحفر والحفر: سلاق في أصول الأسنان، وقيل: هي صفرة تعلو الأسنان. الأزهري: الحفر والحفر، جزم وفتح لغتان، وهو ما يلزق بالأسنان من ظاهر وباطن، نقول: حفرت أسنانه تحفر حفرا. ويقال: في أسنانه حفر، وبنو أسد تقول:
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست