موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١٢ - الصفحة ٨٧
الحزب الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصفه بأنه معلون. وكان حجر يقف للدفاع عن العقيدة وأهل البيت (عليهم السلام) بلا وجل، ويعنف المغيرة الذي كان فردا في رجسه وقبحه ورذالته، وقد تسلط على الكوفة في أثناء حكومة الطلقاء، وكان يطعن في علي (عليه السلام) وشيعته (1). وضاق معاوية ذرعا بحجر وبمواقفه وكشفه الحقائق، وصلابته، وثباته، فأمر بقتله وتم تنفيذ أمره، فاستشهد (2) ذلك الرجل الصالح في " مرج عذراء (3) " (4) سنة 51 ه‍، مع ثلة من رفاقه (5).
وكان حجر وجيها عند الناس، وذا شخصية محبوبة نافذة، ومنزلة حسنة، فكبر عليهم استشهاده (6)، واحتجوا على معاوية، وقرعوه على فعله القبيح هذا.
وكان الإمام الحسين (عليه السلام) (7) ممن تألم كثيرا لاستشهاده، واعترض على معاوية في رسالة بليغة له أثنى فيها ثناء بالغا على حجر، وذكر استفظاعه للظلم، وذكر معاوية بنكثه للعهد، وإراقته دم حجر الطاهر ظلما وعدوانا. واعترضت عائشة (8)

(١) أنساب الأشراف: ٥ / ٢٥٢، تاريخ الطبري: ٥ / ٢٥٤، الكامل في التاريخ: ٢ / ٤٨٩.
(٢) تاريخ دمشق: ١٢ / ٢١٧، الاستيعاب: ١ / ٣٨٩ / ٥٠٥.
(٣) عذراء: قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان، معروفة، وإليها ينسب مرج. والمرج: الأرض الواسعة فيها نبت كثير تمرج فيها الدواب؛ أي تذهب وتجيء (معجم البلدان: ٤ / ٩١ و ٥ / ١٠٠).
(٤) المستدرك على الصحيحين: ٣ / ٥٣٢ / ٥٩٧٤، مروج الذهب: ٣ / ١٢، الاستيعاب:
١
/ ٣٩٠ / ٥٠٥.
(٥) المستدرك على الصحيحين: ٣ / ٥٣٢ / ٥٩٧٨، تاريخ دمشق: ١٢ / ٢١١، تاريخ الإسلام للذهبي:
٤ / ١٩٤، مروج الذهب: ٣ / ١٢ وفيه " سنة ثلاث وخمسين ".
(٦) الأخبار الطوال: ٢٢٤.
(٧) أنساب الأشراف: ٥ / ١٢٩، الإمامة والسياسة: ١ / ٢٠٣؛ رجال الكشي: ١ / ٢٥٢ / ٩٩، الاحتجاج: ٢ / ٩٠ / ١٦٤.
(٨) المستدرك على الصحيحين: ٣ / ٥٣٤ / ٥٩٨٤، أنساب الأشراف: ٥ / ٤٨، تاريخ الطبري:
٥
/ ٢٧٩، تاريخ الإسلام للذهبي: ٤ / ١٩٤، الاستيعاب: ١ / 390 / 505.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست