ونلحظ في شعره الفياض إعلاء لملحمة الحق، وإخزاء لحزب الطلقاء (١).
٦٦٠٤ - وقعة صفين عن زيد بن وهب - في ذكر وقعة صفين -: كان فارس أهل الكوفة الذي لا ينازع رجل كان يقال له: العكبر بن جدير الأسدي، وكان فارس أهل الشام الذي لا ينازع عوف بن مجزأة الكوفي المرادي المكنى أبا أحمر، وهو أبو الذي استنقذ الحجاج بن يوسف يوم صرع في المسجد بمكة، وكان العكبر له عبادة ولسان لا يطاق.
فقام إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين! إن في أيدينا عهدا من الله لا نحتاج فيه إلى الناس، وقد ظننا بأهل الشام الصبر وظنوه بنا، فصبرنا وصبروا. وقد عجبت من صبر أهل الدنيا لأهل الآخرة، وصبر أهل الحق على أهل الباطل، ورغبة أهل الدنيا، ثم نظرت فإذا أعجب ما يعجبني جهلي بآية من كتاب الله: ﴿ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين﴾ (2) وأثنى عليه علي خيرا، وقال خيرا.
وخرج الناس إلى مصافهم وخرج عوف بن مجزأة المرادي نادرا (3) من الناس، وكذلك كان يصنع، وقد كان قتل قبل ذلك نفرا من أهل العراق مبارزة، فنادى: يا أهل العراق، هل من رجل عصاه سيفه يبارزني، ولا أغركم من نفسي؛ فأنا فارس زوف.
فصاح الناس بالعكبر، فخرج إليه منقطعا من أصحابه والناس وقوف، ووقف