فقال علي: ادنه، فدنا حتى وضع أذنه عند أنفه، فقال: ويحك، إن عامة من معي يعصيني، وإن معاوية فيمن يطيعه ولا يعصيه (1).
6598 - الجمل - في ذكر أحداث ما قبل حرب الجمل -: أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) على عدي بن حاتم فقال له: يا عدي، أنت شاهد لنا، وحاضر معنا وما نحن فيه؟
فقال عدي: شهدتك أو غبت عنك فأنا عندما أحببت، هذه خيولنا معدة، ورماحنا محددة، وسيوفنا مجردة، فإن رأيت أن نتقدم تقدمنا، وإن رأيت أن نحجم أحجمنا، نحن طوع لأمرك، فأمر بما شئت، نسارع إلى امتثال أمرك (2).
6599 - تاريخ الطبري عن جعفر بن حذيفة: إن عائذ بن قيس الحزمري واثب عدي بن حاتم في الراية بصفين - وكانت حزمر أكثر من بني عدي رهط حاتم - فوثب عليهم عبد الله بن خليفة الطائي البولاني عند علي، فقال:
يا بني حزمر، على عدي تتوثبون! وهل فيكم مثل عدي أو في آبائكم مثل أبي عدي؟! أليس بحامي القربة ومانع الماء يوم روية؟ أليس بابن ذي المرباع وابن جواد العرب؟! أليس بابن المنهب ماله ومانع جاره؟! أليس من لم يغدر ولم يفجر، ولم يجهل ولم يبخل، ولم يمنن ولم يجبن؟! هاتوا في آبائكم مثل أبيه، أو هاتوا فيكم مثله.
أوليس أفضلكم في الإسلام؟! أو ليس وافدكم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟! أليس برأسكم يوم النخيلة ويوم القادسية ويوم المدائن ويوم جلولاء الوقيعة ويوم نهاوند ويوم تستر؟! فما لكم وله؟! والله ما من قومكم أحد يطلب مثل الذي تطلبون.