اشترك عبد الله في الثورة على عثمان (1). ثم كان إلى جانب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عضدا صلبا وصاحبا مضحيا. وشهد معه الجمل، وصفين.
وكان في صفين قائد الرجالة (2) أو قائد الميمنة، وتولى رئاسة قراء الكوفة أيضا (3).
تدل خطبه وأقواله على أنه كان يتمتع بوعي عظيم في معرفة أوضاع عصره، وأناس زمانه، ودوافع أعداء الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) (4). وقف عند قيام الحرب بكل ثبات، وقال: " إن معاوية ادعى ما ليس له، ونازع الأمر أهله ومن ليس مثله، وجادل بالباطل ليدحض به الحق، وصال عليكم بالأعراب والأحزاب، وزين لهم الضلالة... وأنتم والله على نور من ربكم، وبرهان مبين " (5).
دنا من معاوية بشجاعة محمودة وصولة لا هوادة فيها. فلما رأى معاوية أن الأرض قد ضاقت عليه بما رحبت، أمر أن يرضخ بالصخر والحجارة ويقضى عليه. فاستشهد عبد الله (6)، وسماه معاوية " كبش القوم "، وذكر شجاعته واستبساله متعجبا (7)، وذهب إلى أنه فذ لا نظير له في القتال. وعد عبد الله أحد