وقف إلى جانب الإمام (عليه السلام) في حرب النهروان، واحتج على الخوارج بأحقية إمامه وثباته (1). وجعله الإمام (عليه السلام) شاهدا على وصيته (2)، فسجل بذلك فخرا عظيما لهذا الرجل. ونطق صعصعة بفضائل الإمام ومناقبه أمام معاوية وأجلاف بني أمية مرارا، وكان ينشد ملحمة عظمته أمام عيونهم المحملقة، ويكشف عن قبائح معاوية ومثالبه بلا وجل (3).
وكم أراد منه معاوية أن يطعن في علي (عليه السلام)، لكنه لم يلق إلا الخزي والفضيحة، إذ جوبه بخطبه البليغة الأخاذة (4).
آمنه معاوية مكرها بعد استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) وصلح الإمام الحسن (عليه السلام) (5)، فاستثمر صعصعة هذه الفرصة ضد معاوية. وكان معاوية دائم الامتعاض من بيان صعصعة الفصيح المعبر وتعابيره الجميلة في وصف فضائل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولم يخف هذا الامتعاض (6).
إن ما ذكرناه بحق هذا الرجل غيض من فيض. وستلاحظون عظمة هذه الشخصية المتألقة في النصوص التي سننقلها لاحقا. وكفى في عظمته قول الإمام الصادق (عليه السلام): ما كان مع أمير المؤمنين (عليه السلام) من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه (7).