نخلت هذا الدقيق لأمير المؤمنين؟!
فقالت: أيأكل هو المهنا ويكون الوزر في عنقي؟
فتبسم وقال: أنا أمرتها أن لا تنخله.
قلنا: ولم يا أمير المؤمنين؟!
قال: ذلك أجدر أن يذل النفس، ويقتدي بي المؤمن، وألحق بأصحابي (1).
4579 - الغارات عن عقبة بن علقمة: دخلت على علي (عليه السلام) فإذا بين يديه لبن حامض - آذتني حموضته - وكسر يابسة، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتأكل مثل هذا؟! فقال لي: يا أبا الجنوب، رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأكل أيبس من هذا، ويلبس أخشن من هذا - وأشار إلى ثيابه - فإن أنا لم آخذ بما أخذ به خفت ألا ألحق به (2).
4580 - مسند ابن حنبل عن عبد الله بن زرير: دخلت على علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) يوم الأضحى، فقرب إلينا خزيرة (3)، فقلت: أصلحك الله، لو قربت إلينا هذا البط - يعني الوز -؛ فإن الله عز وجل قد أكثر الخير. فقال: يا بن زرير، إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان؛ قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس (4).