موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٦٦
11 - الكافي عن إسحاق بن جعفر عن الإمام الصادق (عليه السلام): قيل له: إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافرا؟ فقال: كذبوا، كيف يكون كافرا وهو يقول:
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب وفي حديث آخر: كيف يكون أبو طالب كافرا وهو يقول:
لقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبا بقيل الأباطل وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل (1) 12 - إيمان أبي طالب عن الحسن بن جمهور العمي يرفعه: قيل لتأبط شرا الشاعر - واسمه ثابت بن جابر -: من سيد العرب؟ فقال: أخبركم: سيد العرب أبو طالب بن عبد المطلب. وقيل للأحنف بن قيس التميمي (2): من أين اقتبست هذه الحكم، وتعلمت هذا الحلم؟ قال: من حكيم عصره وحليم دهره؛ قيس بن عاصم المنقري (3). ولقد قيل لقيس: حلم من رأيت فتحلمت؟ وعلم من رويت

(١) الكافي: ١ / ٤٤٨ / ٢٩، بحار الأنوار: ٣٥ / ١٣٦ / ٨١.
(٢) راجع: القسم السادس عشر / الأحنف بن قيس.
(٣) هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس، وفد على النبي (صلى الله عليه وآله) في وفد بني تميم وأسلم سنة تسع، ولما رآه النبي (صلى الله عليه وآله) قال: هذا سيد أهل الوبر. وكان عاقلا حليما مشهورا بالحلم، قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ فقال: من قيس بن عاصم؛ رأيته يوما قاعدا بفناء داره، محتبيا بحمائل سيفه يحدث قومه، إذ أتي برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هذا ابن أخيك قتل ابنك، قال: فوالله ما حل حبوته ولا قطع كلامه، فلما أتمه التفت إلى ابن أخيه فقال: يا بن أخي! بئسما فعلت؛ أثمت بربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابن عمك... ثم قال لابن له آخر: قم يا بني إلى ابن عمك فحل كتافه، ووار أخاك، وسق إلى أمك مائة من الإبل دية ابنها فإنها غريبة.
قال الحسن البصري: لما حضرت قيس بن عاصم الوفاة دعا بنيه فقال: يا بني احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني، إذا أنا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فتسفه الناس كباركم وتهونوا عليهم...، وإياكم ومسألة الناس فإنها آخر كسب المرء، ولا تقيموا على نائحة؛ فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن النائحة (أسد الغابة: ٤ / 411 / 4370).
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست