ثمار الجنة وأرزاقها، فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة! سميه عليا، فهو علي، والله العلي الأعلى يقول: إني شققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي، ووقفته على غامض علمي، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي، ويقدسني ويمجدني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن عصاه وأبغضه (1).
26 - ينابيع المودة عن العباس بن عبد المطلب: لما ولدت فاطمة بنت أسد عليا سمته باسم أبيها (2) أسد، ولم يرض أبو طالب بهذا، فقال: هلم حتى نعلو أبا قبيس ليلا، وندعو خالق الخضراء، فلعله أن ينبئنا في اسمه.
فلما أمسيا، خرجا وصعدا أبا قبيس ودعيا الله تعالى، فأنشأ أبو طالب شعرا:
يا رب الغسق الدجي * والفلق المبتلج المضي بين لنا عن أمرك المقضي * بما نسمي ذلك الصبي فإذا خشخشة من السماء، فرفع أبو طالب طرفه، فإذا لوح مثل زبرجد أخضر فيه أربعة أسطر، فأخذه بكلتا يديه وضمه إلى صدره ضما شديدا، فإذا مكتوب:
خصصتما بالولد الزكي * والطاهر المنتجب الرضي واسمه من قاهر العلي (3) * علي اشتق من العلي فسر أبو طالب سرورا عظيما، وخر ساجدا لله تبارك وتعالى، وعق بعشرة من الإبل.