من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٥٥
يقول الكاتب المصري عباس محمود العقاد: وشجاعة الحسين (عليه السلام) صفة لا تستغرب منه لأنها الشئ من معدنه، وليس في بني الإنسان من هو أشجع قلبا ممن أقدم على ما أقدم عليه الحسين في يوم كربلاء (1).
أيها المسلم الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) هل رأيت إمامك هذا البطل الشجاع الأبي المقاوم بزاد العقيدة والاخلاص والثبات؟
وهل عرفت السر في إصرارنا على التمسك بالحسين (عليه السلام) وبأخلاقه النبيلة ومذهبه الحق، ذلك مذهب أبيه علي (عليه السلام) ودين جده محمد (صلى الله عليه وآله)؟
* الدروس المستفادة هنا:
1 - لا يجوز لصاحب الحق المهضوم أن يهادن الظالم إلا إذا رأى الضرورة الأهم، مثلا للوثبة من أجل حقه.
2 - العنف في الساعة الأخيرة من الدفاع عن الحق والنفس من أشرف الأعمال إيمانا وأخلاقا وفطرة وعرفا.
3 - يجب ربط القلب بقوة الله في ساعة العسر، فإنها ساعة الامتحان الذي به يفلح الإنسان أو يهان.
4 - إن التوكل على الله يبعث في المظلوم المعتقد قوة فوق التصور، فلابد من اكتشاف هذه الحقيقة الخلفية الصانعة للمواقف الأخلاقية في أصعب الحالات.
E / في أدب الوداع والغيرة وخير الوصية نعم.. تزول الدول، وتذهب الممالك، وتفنى الحضارات، وهذا الإيمان الذي لا حد له أحق بالبقاء وأجدر بالخلود من كل كائن في هذه الحياة، أي نفس تطيق مثل هذه الكوارث، وتستقبلها برباطة جأش ورضا وتسليم لأمر الله، انه ليس هناك غير الحسين أمل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وريحانته والصورة الكاملة التي تحكيه.
ومرة أخرى دعته غيرته على كرامة عائلته الكريمة فقفل (عليه السلام) راجعا إلى عياله ليودعهم الوداع الأخير، وجراحاته تتفجر دما وقد أوصى حرم الرسالة وعقائل الوحي بلبس الأزر

1 - أبو الشهداء / ص 71.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»