من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٥٠
3 - كن صبورا ولا تنسى ربك الذي هو أعلى وأقدر.
4 - إن هذه المواقف الأخلاقية السامية من معطيات الإيمان بالله وباليوم الآخر.
5 - عند الموت سلم أهلك وعيالك إلى حفظ الله وفضله وكرمه، فلا تصرف ذهنك إليهم وتنسى متطلبات سفرك إلى الآخرة.
E / في التآخي والتوادد بالغيب حديث الحبيب مع الحبيب حديث ليس بالخيال إنما هو بيان لحقيقة الحب التي لا يفهمها إلا أهلها. إستمع هنا إلى هذا النوع من الحديث. يقول المؤرخون:
ثم توجه - الإمام الحسين نحو أصحابه المستشهدين وجعل ينظر يمينا وشمالا، فلم ير أحدا من أصحابه وأنصاره إلا من صافح التراب جبينه، ومن قطع الحمام أنينه، فنادى (عليه السلام): " يا مسلم بن عقيل، ويا هاني بن عروة، ويا حبيب بن مظاهر، ويا زهير بن ألقين، ويا يزيد بن مظاهر، ويا يحيى بن كثير، ويا هلال بن نافع، ويا إبراهيم بن الحصين، ويا عمير بن المطاع، ويا أسد الكلبي، ويا عبد الله بن عقيل، ويا مسلم بن الصفا، ويا فرسان الهيجاء، مالي أناديكم فلا تجيبوني، وأدعوكم فلا تسمعوني؟! أنتم نيام أرجوكم تنتبهون، أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصرونه؟! فهذه نساء الرسول (صلى الله عليه وآله) لفقدكم قد علاهن النحول، فقوموا من نومتكم أيها الكرام، وادفعوا عن حرم الرسول الطغاة اللئام، ولكن صرعكم والله ريب المنون وغدر بكم الدهر الخؤون، وإلا لما كنتم عن دعوتي تقصرون، ولا عن نصرتي تحتجبون، فها نحن عليكم مفاجعون وبكم لاحقون، فإنا لله وإنا إليه راجعون ".
هذه كلمات تحرق القلب وتستدر الدمع وتشد الإنسان إلى حب الحسين الذي أنشأ يقول في ذلك الموقف:
قوم إذا نودوا لدفع ملمة * والقوم بين مدعس ومكردس لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا * يتهافتون على ذهاب الأنفس نصروا الحسين فيالها من فتية * عافوا الحياة والبسوا من سندس (1)

1 - ناسخ التواريخ 2: 377، معالي السبطين 2: 19، مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف، 133 وفيهما بدل الأسماء بعد اسم يزيد بن مظاهر: يا فلان وفلان.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»