من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٥٣
وتبكي عليهم ". ثم لزمه بيده (عليه السلام) وصاح بأعلى صوته: " يا زينب ويا أم كلثوم ويا سكينة ويا رقية ويا فاطمة، اسمعن كلامي واعلمن ان ابني هذا خليفتي عليكم، وهو امام مفترض الطاعة ".
ثم قال له: " يا ولدي بلغ شيعتي عني السلام فقل لهم: ان أبي مات غريبا فاندبوه ومضى شهيدا فابكوه ". (1) نعم.. إن هذا الموقف الذي ثبته الحسين (عليه السلام) وابنه علي (زين العابدين) لموقف مشحون بالعاطفة والمودة والتعاون والتضامن بآدابها الممتازة، وهي مفردات أخلاقية ينبغي لنا التزامها في كل المواقف المشابهة.
غريبون عن أوطانهم وديارهم * تنوح عليهم في البراري وحوشها وكيف ولا تبكي العيون لمعشر * سيوف الأعادي في البراري تنوشها بدور توارى نورها فتغيرت * محاسنها ترب الفلاة تعوشها (2) * الدروس المستفادة هنا:
1 - إن الأخلاق الكريمة أصمد القيم في الإنسان العقائدي.
2 - إن قول الحقيقة يعني احترام الأمانة والإنسان ذا العلاقة بها.
3 - الوصية بالقيم وفي أصعب ساعات الحياة قيمة لابد منها في رسالة الحياة الأخلاقية.
4 - تخليف الفرد الكفوء لحمل الأمانة وإبلاغ الرسالة أخلاقية ربانية.
5 - لابد من تجاوز الزمن، والتحدث مع الأجيال بلا حواجز الأيام الحاضرة، فهذا هو رسالة الأخلاقيين الباقية.
E / في إتمام الحجة وقوة الاستقامة حينما يكون الحقد والدناءة والخساسة من رذائل الأخلاق، يجاهد صاحب الفضائل الأخلاقية بكل ما أوتي من حكمة وحجة لينقذ عدوه من رذائله، لأن عملية الانقاذ بنفسها واحدة من الفضائل، هذا ما تحلى به الإمام الحسين (عليه السلام) لما أقبل على عمر بن سعد وقال له:
" أخيرك في ثلاث خصال ".

1 - الدمعة الساكبة 4: 351، معالي السبطين 2: 22، ذريعة النجاة: 139.
2 - معالي السبطين ج 1 ص 281، قالها الحسين (عليه السلام) في رثائه على ابن أخيه القاسم بن الحسن (عليه السلام).
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»