من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٥٩
الوجه، أو زوال الملك في مدة يسيرة (1).
* الدروس المستفادة هنا:
1 - حب العائلة من الأخلاق الحسنة، ولكن الأحسن عند التزاحم هو حب العقيدة والجهاد في سبيلها.
2 - وداع الأحبة عند الفراق ضرورة أخلاقية.
3 - انتقام المظلوم من الظالم فضيلة لابد من عدم تفويتها عند التمكن، ولكن الأفضل هو العفو عنه.
E / في التصبر والحنان على اليتيم كتب المؤرخون أنه خرج إلى الميدان عبد الله بن الحسن بن علي (عليهما السلام) من عند النساء وهو غلام لم يراهق (2)، فشد حتى وقف إلى جنب عمه الحسين (عليه السلام) فلحقته زينب بنت علي (عليه السلام) لتحبسه - في الخيمة عن الذهاب خلف الحسين إلى أرض المعركة وكان الحسين (عليه السلام) ملقى على الأرض في الدقائق الأخيرة من حياته الشريفة -، فقال الحسين (عليه السلام): " أحبسيه يا أختي "! فأبى وامتنع عليها امتناعا شديدا وقال: لا والله لا أفارق عمي. وأهوى أبجر ابن كعب إلى الحسين (عليه السلام) بالسيف، فقال له الغلام: ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمي؟ فضربه أبجر بالسيف، فاتقاها الغلام بيده فأطنها إلى الجلد فإذا يده معلقة، فنادى الغلام: يا عماه (3) فأخذه الحسين (عليه السلام) فضمه إليه وقال: " يا بن أخي اصبر على ما نزل بك، واحتسب في ذلك الخير، فان الله يلحقك بآبائك الصالحين "، (4) فرماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه، وهو في حجر عمه الحسين (عليه السلام) (5).
يدل موقف هذا الغلام اليتيم الذي لم يتجاوز عمره العاشرة على أن عمه الحسين (عليه السلام)

١ - حياة الإمام الحسين (عليه السلام) / ج ٣ ص ٢٨٤ - ٢٨٥ - بتصرف يسير -.
٢ - عبارة الأصل (وهو غلام لم يراهق من عند النساء) والأصح ما ذكرناه في المتن من التقديم والتأخير.
٣ - في الأصل يا أماه ولكن الصحيح يا عماه.
٤ - الارشاد: ٢٤١، تاريخ الطبري ٣: ٣٣٣، الكامل في التأريخ ٢: ٥٧١ وفي المصدرين الأخيرين مع إضافة: برسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب وحمزة وجعفر والحسن بن علي، اللهوف: ٥٣، البداية والنهاية ٨: ٢٠٣، بحار الأنوار ٤٥: ٥٣، أعيان الشيعة ١: ٦٠٩.
٥ - اللهوف: ٥٣، بحار الأنوار ٤٥: ٥٤.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»