مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣١٢
وثانيا: كل الأرواح تفنى وتنعدم بحكم الآية (كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
وكما يستفاد من كلامه في باب (المسألة في القبر) أنها تحيا هناك، حيث قال (وهذا يدل على أنه تعالى يحيي العبد بعد موته للمسألة، ويديم حياته لنعيم إن كان يستحقه، أو لعذاب إن كان يستحقه) (1).
وبديهي أنه لا الاعتقاد بأن الأرواح تفنى، ولا الاعتقاد بأن الأرواح لا تفنى، لا يصطدم بالبرهان العقلي على استحالتها، وينبغي استفادة ذلك من دليل النقل، ومسلك المحدثين في هذا الباب - طبعا - هو أكثر مظنة للاعتماد، وتصريحهم بالبقاء أدعى للاطمئنان، وإن كان لا يصح الاعتماد على التقليد في مثل هذه المسائل، لأنه لا يكون موجبا لعلم ولا لعمل.
وأكثر الكلمات - كما يظهر - متفقة على أن الأرواح باقية إلى يوم القيامة، فإما هي في العذاب والنقمة، أو الثواب والنعمة، والحديث المعروف (القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفرات النيران) يشير إلى هذا المعنى.
وقال المفيد في باب (في ما يوصف به الموت): (الدنيا سجن المؤمن، والقبر بيته، والجنة مأواه، والدنيا جنة الكافر، والقبر سجنه، والنار مأواه).
الاعتقاد في الموت اعترض المفيد على الصدوق في باب الاعتقاد في الموت فقال: (ترجم الباب بالموت، وذكر غيره، وقد كان ينبغي أن يذكر حقيقة الموت، أو يترجم الباب بمال الموت، وعاقبة الأموات) (2) إلا أن أبا جعفر عنون الباب بالاعتقاد بالموت لا بحقيقة الموت حتى يرد عليه هذا الاعتراض من قبل المفيد، كما أن قصده في بعض الأبواب الأخرى لم يكن بيان الحقيقة، مثل باب النفوس والأرواح.

(1) تصحيح الاعتقاد ص 79 ط قم.
(2) تصحيح الاعتقاد ص 74 ط قم.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»