مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣١١
مذمومة ولفظ يضاد ألفاظ القرآن، قال الله تعالى (كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) (1).
وفي استدراكنا على كلام الشيخ المفيد نقول: إن بقاء الأرواح بالجملة مستفاد من آيات القرآن، وفي مقام الجمع بين هذه الآيات والآية التي تمسك بها المفيد، يرد هذا الاحتمال، وهو أن الحكم أو الإخبار في قوله تعالى (كل من عليها فان) يتعلق بمخلوقات الكرة الأرضية، ولا ينافي بقاء الروح بعد فناء ذات الإنسان بعد الموت، كما ورد التصريح بحياة الشهداء بعد الموت في هذه الآية (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله...) (2) وجاء التصريح في بعض الآيات الأخرى، وكثير من الأخبار بحياتهم بعد الموت، وأن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) خاطباهم بعد الموت.
مضافا إلى ذلك أن الشيخ الأعظم أبا عبد الله المفيد نفسه بين الحياة بعد الموت في هذا الفصل، وأكد على ذلك في الجملة، وفي كتابه (أوائل المقالات) أيضا، في مثل باب (القول في احتمال الرسل والأنبياء والأئمة، الآلام وأحوالهم بعد الممات)، أبان المفيد حياة الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) بعد الموت، واستشهد بهذه الآية (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) واستشهد في قصة مؤمن آل فرعون بالآية (قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) (3)، وأكد على هذا المعنى أيضا في المسألة 24 من (المسائل العكبرية)، وصرح بحياة الروح في أبواب (القول في أحوال المكلفين) و (القول في نزول الملكين) و (القول في تنعيم أصحاب القبور) أيضا.
وعلى هذا فالظاهر أن مراد المفيد هو:
أولا: أن أرواح الجميع في البرزخ لا تنتقل إلى حال الثواب أو العقاب، وهو في قبال جماعة يقولون: إن أرواح المؤمنين تحيا في البرزخ جميعا، وأما من لم يمحضوا الإيمان أو الكفر فتنعدم أرواحهم.

(1) الرحمن - 26، 27 (2) آل عمران - 169 (3) يس - 26
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»