مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٠٧
فكما قال الشيخ المفيد: لا يجوز القطع والعمل بالروايات التي هي أخبار آحاد، أي أن القطع لا يحصل منها عادة، إلا أنها إذا لم يعارض مضمونها أصول المذهب فلا يجوز ردها أيضا.
وعلى هذا ففي مسألة الكرسي والعرش إن كان مراد الصدوق من (اعتقادنا) اعتقاد جميع الشيعة، الواجب عليهم، فكيف يمكن أن يحصل الاعتقاد في شئ غالبا ما يكون سببا للاحتمال أو الظن؟! فكيف يصح عد هذا المعنى من المسائل الاعتقادية عند الشيعة؟ وإذا كان المراد هو اعتقاد الصدوق شخصيا فلا نقاش فيه طبعا... فقد يحصل لمثله من أخبار الآحاد هذا الاعتقاد بها لوجود القرائن، لكن ذلك لا يلزم منه اعتقاد الآخرين بها، ويكون القول ما قاله الشيخ المفيد عندئذ (إذا كان لمثل كلمتي (الكرسي والعرش) ظاهر، فيعول على ذلك الظاهر، وإلا فالوجه الوقوف عندها) (1).
الاعتقاد في الكرسي قال الصدوق رحمه الله: اعتقادنا في الكرسي أنه وعاء جميع الخلق والعرش والسماوات والأرض وكل شئ خلق الله تعالى، والكرسي في وجه آخر هو العلم، وقد سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وسع كرسيه السماوات والأرض) (2) قال:
هو علمه، ولم يستدرك على الصدوق في هذا الباب.
الاعتقاد في العرش يستفاد من كلام الصدوق أن العرش يطلق على مجموع الخلق، ويطلق على (العلم) أيضا، وروى الشيخ الصدوق هنا حديثا عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قد رواه في كتاب (التوحيد) أيضا، إذ سئل (عليه السلام) عن تفسير الآية (الرحمن على العرش استوى) (3)

(1) لم نقف على نص للشيخ المفيد وإنما نقلنا مضمون الترجمة.
(2) البقرة - 255 (3) طه - 5
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»