مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٠٦
الاعتقاد في اللوح والقلم الرواية التي رواها الصدوق في باب (اللوح والقلم) يحتمل أن يكون المراد منهما الملكين القائمين على اللوح والقلم بأمر الله، وهما يقرآن ما يكتب بقلم القدرة ويبلغانه سائر الملائكة.
وأما القول بأن الملائكة يدعون بالألواح والأقلام فغير مستبعد، حيث يكفي في التسمية أدنى مناسبة، وما ورد في حديث (سلسلة الذهب) المعروف الذي رواه الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وذكر سند الحديث فقال (عن اللوح عن القلم عن الله تبارك وتعالى) الذي يظهر منه أن اللوح والقلم إسمان لملكين.
وعلى كل حال فإن ما ورد في هذه المصطلحات على لسان الشرع من اللوح والقلم والعرش والكرسي، وما يتعلق بعالم الغيب، فمصدر رواياته صحيح حتما، والاستظهار البدائي منها غير صحيح، وما قاله الصدوق من هذه الجهة قابل للمناقشة، إذ كيف يمكن التعويل على خبر الواحد الذي لا يكون موجبا للعلم، فيدعى الاعتقاد به، ثم يعبر عنه بلفظ (اعتقادنا) الذي يوهم بأنه هو عقيدة الشيعة جميعهم.
وينبغي هنا أن نذكر ملاحظات حول المصطلحات الإسلامية والعقائدية:
أولا: كل تعريف مخالف للأصول الإسلامية، مثل عدم تنزه الخالق عن صفات المخلوق وشبهه بهم فهو باطل ومردود.
ثانيا: لا يصح التعبير القاطع بالجزم بمحض خبر الواحد خاصة إذا كان سنده ضعيفا غير قوي، فإنه لا يحصل الاعتقاد واليقين بالخبر الظني الصدور، وكل تعريف ينافي أصول المذهب أيضا في مثل باب (الكرسي والعرش)، وعدم تنزه الباري تعالى عن الجسمية وصفات المخلوق الأخرى فهو في عقيدة الشيعة باطل ومردود.
أما تعريف العرش بالملك أو المعاني الأخرى، بالاستناد إلى ظاهر اللفظ أو الروايات الشارحة فقابل للطرح، لكن الروايات إذا لم تكن متواترة أو قطعية الصدور، فلا توجب اليقين والعلم والعقيدة نوعا، وتجري فيها قاعدة (لا يوجب علما ولا عملا).
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»