لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا * يتهافتون على ذهاب الأنفس نصروا الحسين فيا لهم من فتية * عافوا الحياة وألبسوا من سندس (1) قبل أن يقتل الإمام:
قال أبو مخنف: إن حميد بن مسلم، قال: سمعته يقول قبل أن يقتل وهو يقاتل على رجليه قتال الفارس الشجاع، يتقي الرمية، ويفترص العورة ويشد على الخيل وهو يقول: أعلى قتلي تحاثون، أما والله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله أسخط عليكم لقتله مني، وأيم الله إني لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم ثم ينتقم لي منكم.
أوامر قيادة جيش بني أمية:
صاح شمر بن ذي الجوشن بجيش بني أمية، ويحكم ماذا تنظرون بالرجل، اقتلوه، ثكلتكم أمهاتكم، فحمل عليه جيش الخلافة من كل جانب فضربت كفه اليسرى ضربة ضربها شريك التميمي، وضرب على عاتقه، ثم انصرفوا عنه، وحمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي فطعنه بالرمح حتى وقع، ونادت زينب بنت علي بن أبي طالب: " وا أخاه، وا سيداه، وأهل بيتاه، ليت السماء انطبقت على الأرض، وليت الجبال تدكدكت على السهل " (2) وانتهت نحو الحسين، وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه والحسين يجود بروحه الطاهرة فصاحت زينب: " أي عمر، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه، فصرف بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته " (3).
وقالت السيدة زينب: ويحكم، أما فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد (4).