كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٤٠
لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا * يتهافتون على ذهاب الأنفس نصروا الحسين فيا لهم من فتية * عافوا الحياة وألبسوا من سندس (1) قبل أن يقتل الإمام:
قال أبو مخنف: إن حميد بن مسلم، قال: سمعته يقول قبل أن يقتل وهو يقاتل على رجليه قتال الفارس الشجاع، يتقي الرمية، ويفترص العورة ويشد على الخيل وهو يقول: أعلى قتلي تحاثون، أما والله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله أسخط عليكم لقتله مني، وأيم الله إني لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم ثم ينتقم لي منكم.
أوامر قيادة جيش بني أمية:
صاح شمر بن ذي الجوشن بجيش بني أمية، ويحكم ماذا تنظرون بالرجل، اقتلوه، ثكلتكم أمهاتكم، فحمل عليه جيش الخلافة من كل جانب فضربت كفه اليسرى ضربة ضربها شريك التميمي، وضرب على عاتقه، ثم انصرفوا عنه، وحمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي فطعنه بالرمح حتى وقع، ونادت زينب بنت علي بن أبي طالب: " وا أخاه، وا سيداه، وأهل بيتاه، ليت السماء انطبقت على الأرض، وليت الجبال تدكدكت على السهل " (2) وانتهت نحو الحسين، وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه والحسين يجود بروحه الطاهرة فصاحت زينب: " أي عمر، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه، فصرف بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته " (3).
وقالت السيدة زينب: ويحكم، أما فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد (4).

(١) ناسخ التواريخ ج ٢ ص ٢٧٧، ومعالي السبطين ج ٢ ص ١٩، ومقتل الحسين لأبي مخنف ص ٢٢٣ والموسوعة ص ٤٨٣ - ٤٨٤.
(٢) اللهوف ص ٧٣.
(٣) الكامل لابن الأثير ج ٤ ص ٣٢.
(٤) الإرشاد للمفيد ص ٦ ومقتل العوالم ص ١٠ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ٣٧ وراجع معالم المدرستين ج ٣ ص ١٣٢ وما فوق ومقتل الحسين للمقرم ص 350 وما فوق.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327