كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٣٩
حيث لا تشعرون. فقال الحصين: وبماذا ينتقم لك منا يا ابن فاطمة؟ قال الإمام:
يلقي بأسكم بينكم، ويسفك دماءكم ثم يصب عليكم العذاب صبا " (1).
ووقف الإمام ليستريح:
وضعف الإمام عن القتال ووقف يستريح، فرماه رجل بحجر على جبهته فسال دمه، فأخذ الثوب ليمسح دمه عن عينيه، وجاءه سهم له ثلاث شعب فوقع على قلبه، فقال الإمام: " باسم الله وبالله على ملة رسول الله، ورفع رأسه إلى السماء: إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره ".
وجاءه سهم في قفاه فأخرجه، وانبعث الدم كالميزاب (2) فوضع يده الشريفة تحت الجرح فلما امتلأت رمى بها نحو السماء وقال: " هون علي ما نزل بي أنه بعين الله فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض " (3) ثم ملأ يده بالدم ولطخ به رأسه ووجهه ولحيته وقال: " هكذا أكون حتى ألقى الله وجدي رسول الله وأنا مخضب بدمي... " (4).
نداء الحسين للأصحاب:
نظر الإمام الحسين يمينا وشمالا فلم ير أحدا من أهله وأصحابه وأنصاره فنادى: يا مسلم بن عقيل، ويا هاني بن عروة، يا حبيب بن مظاهر، يا زهير بن القين، يا يزيد بن مظاهر... وسمى الكثير من أصحابه ثم قال: يا علي بن الحسين، يا أبطال الصفا، ويا فرسان الهيجاء، ما لي أناديكم فلا تجيبون وأدعوكم فلا تسمعون، أنتم نيام، أرجوكم تنتبهون، أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصرونه، فهذه نساء الرسول لفقدكم قد علاهن النحول، فقوموا من نومتكم أيها الكرام، وادفعوا عن حرم رسول الله الطغاة اللئام.... ثم أنشأ يقول:
قوم إذا نودوا لدفع ملمة * والخيل بين مدعس ومكردس

(١) مقتل العوالم ص ٩٨، ونفس المهموم ص ١٨٩ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ٢٤.
(٢) نفس المهموم ص ١٨٩ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ٢٤ واللهوف ص ٦٨.
(٣) تهذيب ابن عساكر.
(٤) مقتل الحسين للخوارزمي ص ٣٤، واللهوف ص ٧٠.
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327