كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٣٧
بيته وصحبه أربط جأشا منه، ولا أمضى جنانا، ولا أجرأ مقدما، ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد فيها ولم يثبت له أحد " (1).
صاح عمر بن سعد بن أبي وقاص بجيشه قائلا: " هذا " يعني الحسين " ابن الأنزع البطين " يعني عليا " هذا ابن قتال العرب، احملوا عليه من كل جانب فأتته أربعة آلاف نبلة " (2)، وحال الرجال بينه وبين رحله.
صيحة الحسين:
فصاح الإمام الحسين بجيش الخلافة قائلا: يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارا في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون!
فناداه شمر بن ذي الجوشن: ما تقول يا ابن فاطمة؟، فأجابه الإمام: أنا الذي أقاتلكم والنساء ليس عليهن جناح، فامنعوا عتاتكم عن التعرض لحرمي ما دمت حيا. فقال شمر بن ذي الجوشن: لك ذلك!.
استمرار القتال ومحاولة لشرب الماء!:
وقصد جيش الخلافة الإمام، واشتد القتال، الجيش " الإسلامي " كله يواجه رجلا واحدا وهو ابن بنت الرسول!! وقاتل الإمام بقدرة خارقة واشتد به العطش، لأن جيش الفرعون منع عنه وعن أهل بيته وأصحابه الماء منذ قرابة أسبوع، فحمل الإمام من نحو نهر الفرات على عمرو بن الحجاج وكان في أربعة آلاف فكشفهم عن الماء، ولغ الفرس ليشرب، قال الإمام: أنت عطشان وأنا عطشان، فلا أشرب حتى تشرب أنت، فرفع الفرس رأسه كأنه قد فهم كلام الإمام، ولما مد الإمام يده ليشرب، قال له رجل: أتلتذ بالماء وقد هتكت حرمك؟. فرمى الماء ولم يشرب (3) وقصد الخيمة.

(١) تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٥٩.
(2) مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 223.
(3) البحار ج 10 ص 104 ومقتل العوالم ص 98 ونفس المهموم ص 188، والخصائص الحسينية ص 46 باب " خصائص الحيوانات "، ومقتل المقرم ص 347.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327