الظالمين (1)، واجعل ما حل بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل، اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمد صلى الله عليه وآله وسلم " (2).
مصرع طفل مذعور ونموذج من أخلاق جيش بني أمية:
روى الطبري في تاريخه عن هانئ بن ثبيت الحضرمي، قال: " كنت ممن شهد قتل الحسين، قال: فوالله إني لواقف عاشر عشرة ليس منا رجل إلا على فرس وقد جالت الخيل وتضعضعت إذ خرج غلام من آل الحسين وهو ممسك بعود من تلك الأبنية عليه إزار وقميص وهو مذعور يتلفت يمينا وشمالا فكأني أنظر إلى درتين في أذنيه تذبذبان كلما التفت، إذ أقبل رجل يركض حتى إذا دنا منه مال عن فرسه، ثم اقتصد الغلام فقطعه بالسيف، قال الراوي هاني بن ثبيت: هذا هو الذي قطع الغلام بالسيف فلما عتب عليه كنى عن نفسه! ".
مقتل الإمام الحسين تقدم الإمام الحسين نحو القوم مصلتا سيفه، آيسا من الحياة، ودعا جيش الخلافة إلى المبارزة، فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل جمعا كثيرا، (3) ثم حمل الإمام على ميمنة القوم وهو يقول:
الموت أولى من ركوب العار * والعار أولى من دخول النار (4) ثم حمل على الميسرة وهو يقول:
أنا الحسين بن علي * آليت ألا أنثني أحمي عيالات أبي * أمضي على دين النبي (5) قال عبد الله بن عمار بن يغوث: " ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده، وأهل