الشخصية، لأن السجلات الرسمية كانت بيد دولة الخلافة، وهذه الدولة تعتبر الإمام وأهل بيت النبوة وآل محمد وذوي قرباه ومن والاهم " فئة مجرمة " - حاشاهم -، لذلك تعمدت طمس أخبارهم والتعتيم عليهم، ومنعت أولياءها من ذكرهم، وحاولت أن تشوه قدسية عدالة قضيتهم. لكن الباحث تكاد تتوفر لديه القناعة المطلقة ليجزم بأن أهل البيت وأصحاب الإمام الذين خاضوا غمار الحرب في كربلاء كانوا مائة رجل ينقصون قليلا أو يزيدون قليلا، فكل مراجع دولة الخلافة رسميا تتطابق على أن العدد أقل من المائة ومراجع أهل بيت النبوة تجزم بأنه ربما كان أقل من المائة قليلا أو أكثر قليلا، فإذا أخرجنا من العدد ثمانية عشر مقاتلا " الحسين وأهل بيته فإن عدد أصحاب الحسين سيكون 82 رجلا ينقصون قليلا أو يزيدون قليلا، فإذا عرفت إصرار أولئك الأصحاب على أن يفدوا الإمام بمهجهم وأرواحهم، وأن يحولوا بين جيش الخلافة وبين الإقتراب من الإمام وإذا أخذنا بعين الاعتبار عدد جيش الفرعون وعدته، وفساد عقيدة قادته وأفراده وانعدام الخلق عندهم، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن المعركة مستمرة من بعيد الفجر وحتى العصر وكانت ما زالت مستمرة وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن أصحاب الإمام الحسين كانوا كما وصفهم عدوهم " فرسان المصر، وأهل البصائر، وقوما مستميتين... " فإننا نكاد نجزم أنه لم يقترب وقت العصر ومن أصحاب الإمام على قيد الحياة إلا عدد لا يتجاوز العشرة كانوا متحلقين حول الإمام وأهل بيت النبوة يدافعون عنهم دفاع المستقتل المستميت، وكان دورهم دفاعيا، مقتصرا على البقاء في مكان واحد والذب عن الإمام الحسين وأهل بيته بالوقت الذي كانت تتدفق فيه نحو مكان الإمام الآلاف من جيش الخلافة، ولا غاية لتلك الآلاف إلا قتل الإمام وإبادة أهل بيت محمد وذوي قرباه!!.
طريقة للاستعجال بالشهادة / الخروج:
جيش الخلافة يقترب من الإمام وأهل بيت النبوة، وما تبقى من الأصحاب عاجز عن مواجهة الجموع المتدفقة نحو موقع الإمام وأهل بيت النبوة ولا بد من خروج عناصر لتعترض سبيل جند الخلافة، فتعيق حركته إن لم تستطع أن تغير