كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٢٢
الشخصية، لأن السجلات الرسمية كانت بيد دولة الخلافة، وهذه الدولة تعتبر الإمام وأهل بيت النبوة وآل محمد وذوي قرباه ومن والاهم " فئة مجرمة " - حاشاهم -، لذلك تعمدت طمس أخبارهم والتعتيم عليهم، ومنعت أولياءها من ذكرهم، وحاولت أن تشوه قدسية عدالة قضيتهم. لكن الباحث تكاد تتوفر لديه القناعة المطلقة ليجزم بأن أهل البيت وأصحاب الإمام الذين خاضوا غمار الحرب في كربلاء كانوا مائة رجل ينقصون قليلا أو يزيدون قليلا، فكل مراجع دولة الخلافة رسميا تتطابق على أن العدد أقل من المائة ومراجع أهل بيت النبوة تجزم بأنه ربما كان أقل من المائة قليلا أو أكثر قليلا، فإذا أخرجنا من العدد ثمانية عشر مقاتلا " الحسين وأهل بيته فإن عدد أصحاب الحسين سيكون 82 رجلا ينقصون قليلا أو يزيدون قليلا، فإذا عرفت إصرار أولئك الأصحاب على أن يفدوا الإمام بمهجهم وأرواحهم، وأن يحولوا بين جيش الخلافة وبين الإقتراب من الإمام وإذا أخذنا بعين الاعتبار عدد جيش الفرعون وعدته، وفساد عقيدة قادته وأفراده وانعدام الخلق عندهم، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن المعركة مستمرة من بعيد الفجر وحتى العصر وكانت ما زالت مستمرة وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن أصحاب الإمام الحسين كانوا كما وصفهم عدوهم " فرسان المصر، وأهل البصائر، وقوما مستميتين... " فإننا نكاد نجزم أنه لم يقترب وقت العصر ومن أصحاب الإمام على قيد الحياة إلا عدد لا يتجاوز العشرة كانوا متحلقين حول الإمام وأهل بيت النبوة يدافعون عنهم دفاع المستقتل المستميت، وكان دورهم دفاعيا، مقتصرا على البقاء في مكان واحد والذب عن الإمام الحسين وأهل بيته بالوقت الذي كانت تتدفق فيه نحو مكان الإمام الآلاف من جيش الخلافة، ولا غاية لتلك الآلاف إلا قتل الإمام وإبادة أهل بيت محمد وذوي قرباه!!.
طريقة للاستعجال بالشهادة / الخروج:
جيش الخلافة يقترب من الإمام وأهل بيت النبوة، وما تبقى من الأصحاب عاجز عن مواجهة الجموع المتدفقة نحو موقع الإمام وأهل بيت النبوة ولا بد من خروج عناصر لتعترض سبيل جند الخلافة، فتعيق حركته إن لم تستطع أن تغير
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327