كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٢
والإرهاب، ومن أولئك الذين نفذوا سياسة أبيه بهذين المجالين.
من ينفذ المهمتين؟:
من يبيد آل محمد وأهل بيت النبوة ومن يقتل شيخهم؟!! من يضع حدا نهائيا لتمرد أهل المدينة ويقصم ظهورهم وإلى الأبد!! هذا ما كان يشغل ذهن يزيد بن معاوية!!!.
سرجون ومعاوية:
استشار يزيد سرجون مولاه، وكاتبه، ونديمه، وأنيسه. وسرجون هذا نصراني دخل في خدمة معاوية (1) فقال سرجون ليزيد: " عليك بعبيد الله بن زياد!!
قال يزيد: لا خير فيه!! فقال سرجون: لو كان معاوية حيا وأشار عليك به أكنت توليه؟ قال يزيد: نعم. فقال سرجون: هذا عهد معاوية إليه بخاتمه، ولم يمنعني أن أعلمك به إلا معرفتي ببغضك له " (2).
عندئذ قرر يزيد اختيار عبيد الله بن زياد لإنجاز النقطة أو المهمة الأولى المتمثلة بقتل الإمام الحسين وأهل بيته، وبوصية من أبيه، كما يقول الدينوري في " الإمامة والسياسة " قرر يزيد اختيار مسلم بن عقبة لإنجاز النقطة أو المهمة الثانية المتمثلة بوضع حد نهائي لتمرد أهل المدينة، وما يعنينا هو المهمة الأولى التي أوكل تنفيذها لعبيد الله بن زياد.
لقد استجاب يزيد لنصيحة سرجون، ونفذ العهد الذي كتبه معاوية حال حياته، فعزل بشير بن النعمان وعين بدلا منه عبيد الله بن زياد ليتولى تنفيذ المهمة القذرة!!.

(١) راجع الإسلام والحضارة العربية لمحمد كرد علي ج ٢ ص ١٥٨.
(٢) راجع تاريخ الطبري ج ٢ ص ٩٩ - 201، والإسلام والحضارة العربية ج 2 ص 158، ومقتل الحسين لعبد الرزاق الموسوي المقرم ص 148.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327