كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٤
عبيد الله إن لم ينجح بالتصدي لشيخ آل محمد وأهل بيت النبوة سيعود عبدا بلا حسب ولا نسب ولا مكانة!!.
وما يعنينا هو أن عبيد الله بن زياد عين رئيسا لهيئة الأركان المكلفة بأخذ البيعة من شيخ آل محمد وأهل بيت النبوة وهم صاغرون أو قتلهم والتمثيل بهم لوضع حد لخطرهم!!!.
عمر بن سعد:
لما جاء مسلم بن عقيل مندوب الحسين إلى الكوفة، ورأى عمر بن سعد ابن أبي وقاص إقبال الناس عليه أحرق الحسد والكره قلبه، فكتب سرا إلى يزيد بن معاوية بذلك. فمن الطبيعي أن يسر ذلك يزيد (1)، ومن الطبيعي أن يطلب من عبيد الله تعيين عمر بن سعد بن أبي وقاص قائدا للقوات العسكرية المكلفة بقتل شيخ آل محمد وأهل بيت النبوة، ومن الطبيعي أيضا أن يعده الخليفة وعبيد الله بن زياد بولاية الري إن هو نجح بالمهمة الموكولة إليه، وهكذا كان إذ عين عمر بن سعد قائدا عاما للقوات العسكرية المكلفة بقتال أهل بيت النبوة وقتلهم والتمثيل بهم، أما لماذا اختار عمر بن سعد بن أبي وقاص ليقود المرتزقة في كربلاء؟ فإننا لا نعلم على وجه التحديد!! ربما لأن عمر كتب له بقدوم مسلم وإقبال الناس عليه!! وربما لأنه يعرف أن عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكارهين لآل محمد، والحاقدين عليهم!! وربما لإشعار الناس بأن أولاد سعد بن أبي وقاص معه استغلالا لسمعة سعد كأحد الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة!! وربما لضرب بطون قريش ببعضها حتى يكون هو الحكم.
شمر بن ذي الجوشن:
ومن أركان قيادة يزيد بن معاوية: شمر بن ذي الجوشن، ويبدو أنه كان يتمتع بمكانة خاصة عند عبيد الله، وفي قلوب أفراد عشيرته، وأنه كان وجيه هذه العشيرة، وقائد أفرادها في كربلاء، بدليل أن أكثر المؤرخين يجمعون عند ذكر

(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327