مرسوم التعيين:
كتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد قائلا: أما بعد، فإن الممدوح مسبوب يوما، وإن المسبوب يوما ممدوح، وقد سمي بك إلى غاية أنت فيها كما قال الأول:
رفعت وجاوزت السحاب وفوقه * فما لك إلا مرقب الشمس مقعد وأمره بالاستعجال على الشخوص إلى الكوفة ليطلب ابن عقيل مندوب الحسين فيوثقه أو يقتله أو ينفيه (1).
وتلاحظ أن يزيد قد بين لعبيد الله بأنه بالذات هو وحده المؤهل للقيام بهذه المهمة، وأن يزيد قد أطلق يد قائده عبيد الله وأعطاه كافة الصلاحيات للتعامل مع مندوب الإمام الحسين مسلم بن عقيل.
وتشير المصادر إلى أن يزيد قد كتب لعبيد الله بن زياد رسالة أخرى، قال فيها:
" إنه قد بلغني أن حسينا قد سار إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به أنت من بين العمال، وعندها تعتق، أو تعود عبدا، كما تعتبد العبيد " (2) فأنت تلاحظ أن هذه الرسالة مليئة بالتحريض والتهديد، والتذكير بنعمة آل أبي سفيان على عبيد الله وأبيه زياد، فقد كان زياد عبدا من أبوين عبدين وهما: عبيد وسمية، فمن عليه معاوية وألحقه بالأمويين زاعما أن أبا سفيان قد زنى بسمية سرا، وأنها حملت زيادا من تلك الزنية، وأن أبا سفيان هو الوالد الحقيقي لزياد وليس عبيدا كما كان شائعا في المجتمع، وعلاوة على " شرف " الإلحاق ولاه معاوية العراقين يتصرف فيهما تصرف السيد مع عبيده، وها هو يزيد يتم نعمته على حفيد سمية فيوليه العراقين أيضا. بمعنى أن