كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٦
ووليا للمؤمنين (1)، وهو صاحب التاريخ الشخصي الحافل بالأمجاد التي لا تضاهيها أمجاد، والفضائل التي تتضاءل دونها كل الفضائل إلا فضائل النبيين والرسل، لقد كان جمعا بذاته، وجيشا بمفرده، وينبوع علم لدني بمكنونه.
وقد أعلن النبي أمام الأكثرية الساحقة من المسلمين التي اشتركت في غزوة تبوك: مكانة علي المميزة التي لا تدانيها مكانة، فقال له أمام ذلك الجمع الحاشد: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " لقد خصه الله تعالى بكافة المنازل التي كانت لهارون ولم يستثن من تلك المنازل والاختصاصات إلا منزلة النبوة، وقد أجمعت الأمة على صحة هذا الحديث، وعلى صحة صدوره من النبي (2).
أبو طالب جد الحسين لأبيه:
وأبو طالب هو والد الإمام علي، وهو عم النبي الشقيق لأبيه عبد الله، فعبد الله والد الرسول وأبو طالب والد علي أخوة أشقاء، فهو أقرب الناس لرسول الله، ولما مات جد الرسول عبد المطلب كفله عمه أبو طالب وكان عمر الرسول آنذاك 8 سنوات، وبقي الرسول في بيت عمه مدة 17 عاما يأكل مما يأكل منه أولاد أبي طالب، ويشرب مما يشربون ويلبس مما يلبسون، بل إن الرسول كان أحب إلى عمه أبي طالب وإلى زوجة عمه من أبنائهما!! وكان مفضلا عندهما على كل الأبناء، ويوم ماتت فاطمة بنت أسد; وصف النبي الكريم طبيعة علاقته بتلك الأم الصالحة، فقال: " اليوم ماتت أمي، إنها كانت أمي، وإنها كانت لتجيع صبيانها وتشبعني، وتشعثهم وتدهنني، وكانت أمي " (3) وبقي الرسول في بيت عمه محاطا

(١) راجع كتاب نظرية عدالة الصحابة ص ٢٤٧ وما بعدها - ستجد أكثر من ٧٠ مرجعا من عيون المراجع المعتمدة عند أهل السنة -، وكتاب المواجهة ص ٣٥٠ وما بعدها - ستجد التأهيل التاريخي والشرعي لفكرة الولاية -، وكتاب " الوجيز في الإمامة والولاية ".
(٢) راجع على سبيل المثال صحيح البخاري - كتاب بدء الخلق، غزوة تبوكوصحيح مسلم - فضائل علي -، وصحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠، ومسند أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٨٥ و ٣٠٩، وخصائص النسائي ص ١٤ - ١٦، وفضائل الخمسة ج ١ ص ٣٤٧ وما بعدها.
(٣) راجع تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٤.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 11 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327