مع هذه الأمة في هذه الأيام مصيبتان لا أدري بأيهما أنا أشد جزعا " (1) والخلاصة أن أبا طالب كان أحد أركان جبهة الإيمان، وقد استغل مكانته الاجتماعية لصالح الرسول ولصالح الإسلام، وكان ساعد النبي الأيمن طوال حياته المباركة، ويوم مات أبو طالب لخص النبي هذه المواقف النبيلة بقوله: " يا عم ربيت صغيرا، وكفلت يتيما، ونصرت كبيرا، فجزاك الله عني خيرا " (2) ومن المثير للدهشة حقا أن أعداء أهل بيت النبوة الذين استولوا على مقاليد الأمور بالقوة وسيطروا على مناهج التربية والتعليم عندما لم يقووا على إنكار هذه المواقف أشاعوا بأن أبا طالب مات على الشرك، فهو في ضحضاح من النار على حد تعبير المغيرة بن شعبة المشهور بحقده على بني هاشم; كما يقول علامة المعتزلة ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عند مناقشته لإسلام أبي طالب.
قائد الفئة الثانية:
القائد الفعلي لجيش الخلافة الجرار في كربلاء، هو يزيد بن معاوية بن صخر المكنى بأبي سفيان، فهو المهندس الفعلي لمجزرة كربلاء، وصانعها، وما كان عبيد الله بن زياد، ولا عمر بن سعد بن أبي وقاص، ولا بقية أركان القتل والإجرام في كربلاء إلا مجرد جلاوزة، أو عبيد، يأتمرون بأمر سيدهم يزيد بن معاوية وينفذون توجيهاته العسكرية بدقة كاملة، أو مجرد أدوات أو دمى يحركها حيثما يشاء، وكيفما يشاء، ومتى شاء!! ولم لا؟! فهو " أمير المؤمنين وخليفة رسول الله على المسلمين "!!!! بيده مفاتيح خزائن الدولة " الإسلامية " وتحت إمرته تعمل كافة جيوشها الجرارة، والأكثرية الساحقة من رعايا دولته تصفق له رغبة أو رهبة!! متأملة باستمرار وصول " الأرزاق " إليها من خليفتها، ووجلها من أن يغضب فيقطع عنها " الأرزاق " فتموت جوعا!!!