بأنبل العواطف من عمه وزوجته وأبناء عمه حتى بلغ الخامسة والعشرين، عندئذ خطب له عمه خديجة بنت خويلد فتزوجها واستقل الرسول في بيت خاص به.
ولما شرف الله نبيه بالرسالة، كان لأبي طالب الدور البارز في قيادة جبهة الإيمان، فهو الذي أرسى قواعد التحالف بين بني هاشم وبني المطلب، وكون من البطنين جبهة واحدة وقفت برجولة أمام بطون قريش ال 23 التي اتحدت ضد محمد ودعوته، وهو الذي رعى أول اجتماع للبطنين المتحالفين وتصدى لخصوم محمد في ذلك الاجتماع ولجمهم (1) وهو الذي أعلن أمام بطون قريش " بأنها إذا قتلت محمدا فإن الهاشميين والمطلبين سيقاتلونها حتى الفناء التام " (2) وهو نفسه الذي طالما خاطب النبي أمام بطون قريش " يا ابن أخي إذا أردت أن تدعو إلى ربك فأعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح " (3) وهو نفسه الذي كان يستقبل وفود بطون قريش ويسمع لمطالبها، وينقل رد النبي عليها (4) وهو الذي شجع بنيه على التضحية بأرواحهم دفاعا عن ابن عمهم رسول الله (5) وهو الناطق الرسمي باسم النبي عندما أكلت دابة الأرض صحيفة المقاطعة التي تعاقدت عليها بطون قريش، وهو الذي قاد عملية رجوع الهاشميين والمطلبيين إلى مكة بعد ثلاث سنين من حصار بطون قريش لهم (6) وهو شاعر النبي وحامي حماه (7) ومن هنا نفهم معنى قول الرسول عندما مات أبو طالب: " ما نالت مني قريش حتى مات أبو طالب " (8) ولهذا سمى رسول الله العام الذي توفي فيه أبو طالب وماتت فيه زوجته ب (عام الحزن)، وعد موت الاثنين مصيبتين، وعبر الرسول عن ذلك بقوله: " اجتمعت