كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٤٤
بطون قريش ال‍ 23، ويحصلان على ولاية الشام، ثم يترك معاوية بهذه الولاية 20 عاما، ثم يستولي بالقوة على منصب الخلافة، ثم يجعل الخلافة ملكا، ويحصر هذا الملك في بيت أبي سفيان ويكون ابنه يزيد بن معاوية، أول ملك أموي يرث أباه، ولا يترك معاوية الأمور تجري على مسارها الطبيعي بل يمهد لابنه، ويعينه وليا لعهده، وخليفة من بعده، ويأخذ بيعة الرعية ويحاصر وبغير رحمة أهل بيت النبوة، أصحاب الحق الشرعيين بخلافة النبي، فيوجب على الرعية لعنهم، ويحرم محبتهم، ويعتبر موالاتهم من جرائم الخيانة العظمى، ثم يتوج معاوية سلسلة أعماله " البطولية " بقتل الإمام الحسن عن طريق السم، ولمواجهة امتناع الحسين عن البيعة عهد معاوية بولاية العراق إلى عبيد الله بن زياد، واتفق معه على أسلوب التعامل مع الحسين إن امتنع عن البيعة، وكلف معاوية ابنه يزيد أن يرسل مسلم بن عقبة إلى أهل المدينة إن ثاروا عليه، واتفق معاوية على أسلوب التعامل مع أهل المدينة، وبعد هذه الانجازات الرائعة هلك معاوية. وجاء ابنه يزيد ليسير سيرة سلفه ووالده وليحافظ على الملك الذي ورثه منه بالأساليب والأنماط نفسها التي استعملها أبوه من قبله!!! فأعمال يزيد بن معاوية سلسلة من حلقات متكاملة ومتفق عليها بين الابن وأبيه.
ومن هنا نعرف سر إصرار يزيد بن معاوية على أن يعطي الحسين بيعته أو يقتل أشنع قتلة، والبيعة ما هي إلا ستار كقميص عثمان الذي استعمله أبوه!! لقد صالح الإمام الحسن معاوية بن أبي سفيان حقنا للدماء وبقيا منه على من تبقى من المؤمنين، فهل حال هذا الصلح دون إصرار معاوية على قتله!!! ولو بايع الإمام الحسين يزيد بن معاوية وصالحه وصفى له، فالبيعة والصلح لن يحولا دون قتل الحسين، لأن وجه الخلافة لن يصفو لمعاوية مع وجود الإمام الحسن، ولن يصفو وجهها ليزيد مع وجود الإمام الحسين، ثم إن معاوية موتور، ويزيد موتور فقتل الإمام الحسن والإمام الحسين " سيدي شباب أهل الجنة " (1) و " ريحانتي النبي

(1) راجع على سبيل المثال صحيح الترمذي ج 2 ص 306 و 307 وصحيح ابن ماجة ج 3 ص 167 والمستدرك على الصحيحين ج 4 ص 139.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327