العقل!!! تلك هي عبقرية إعلام دولة الخلافة!! وهذا سر عجائبه.
رأينا نماذج من الأفعال الهمجية والتي تعتبر جرائم بشعة، وفق معايير كل الشرائع الأهلية والوضعية يستحق فعلتها المجرمون المقت والخزي والموت وسخط الخالق والمخلوق معا، ومن المثير للدهشة إن إعلام دولة الخلافة يعتبر هذه الأفعال بطولات وقربات إلى الله، ويعتبر المجرمين الذين ارتكبوها أبطالا ومجتهدين لهم الأجر عليها!! فبسر بن أرطأة من عتاة المجرمين ويقال إنه صحابي، وبما أنه صحابي فهو مجتهد ومأجور على كل جرائمه حسب إعلام دولة الخلافة، قال ابن تيمية في رده على المثالب: " وأكثر هذه الأمور لهم فيها معاذير تخرجها عن أن تكون ذنوبا وتجعلها من موارد الاجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران وإن أخطأ فله أجر " (1) وقال ابن حجر في ترجمة أبي الغادية:
" والظن بالصحابة في كل تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين وللمجتهد المخطئ أجر... " (2) وقال ابن حزم في " المحلى "، وابن التركماني في " الجوهر النقي " واللفظ للأول: ولا خلاف بين أحد من الأمة في أن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل علي بن أبي طالب إلا متأولا مجتهدا مقدرا أنه على صواب (3)، فقاتل علي بن أبي طالب مجتهد مأجور أجرا واحدا!!!! وحتى يزيد بن معاوية صار بقدرة إعلام دولة الخلافة " ذاك إمام مجتهد " (4) والخلاصة فإن كل المجرمين العتاة الذين نكلوا بأمة محمد مجتهدون، مأجورون أجرا واحدا على جرائمهم البشعة!! هذه هي طبيعة إعلام دولة الخلافة وتلك عجائبه، وحتى يزول العجب ألبسوا إعلامهم جبة الدين. أما ضحايا الحرة وكربلاء ورفاق حجر بن عدي، وعمرو بن الحمق، فهم نكرات لا يلتفت إليهم إعلام دولة الخلافة، لأنهم خانوا الأكثرية، وخرجوا من صفوف الجماعة!!!!.