كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١١
حال فإن هذه الأقلية من الأنصار إنما كانت من قبيل الامتداد الطبيعي للأقلية التي وقفت مع الإمام علي بعد موت النبي، واتحاد بطون قريش ال‍ 23 ضده.
4 - وجماعة من قوم أبي ذر الغفاري وعددهم أربعة وهم: جون مولى أبي ذر الغفاري (1)، وعبد الرحمن بن عروة الغفاري (2)، وعبد الرحمن بن عزرة بن حران الغفاري (3)، وكان جده حران من أصحاب أمير المؤمنين علي وعبد الله بن عزرة بن حران الغفاري، قرة بن أبي قرة الغفاري (4) وهذه النخبة من قوم أبي ذر الغفاري جديرة بهذا الموقف، فقد عرفوا حق النبي، وحق الولي من بعده، وحق الإمام الحسين من بعد أبيه، وموقفهم هذا حالة من التواصل والامتداد لموقف الصحابي المؤمن أبي ذر الغفاري.
النخبة والصفوة:
بينا قبل قليل أن الجماعات التي وقفت مع الإمام الحسين محصورة " 1 - بأحفاد أبي طالب، 2 - بخمسة من الأنصار، 3 - بأربعة من قوم أبي ذر الغفاري ".
أما بقية الذين وقفوا مع الإمام الحسين، وقاتلوا بين يديه حتى قتلوا، فهم مجرد أفراد، أو نخبة أو صفوة، من العرب والموالي، ومن عرب الشمال وعرب الجنوب، ومن الشيوخ والشبان حللوا واقعهم تحليلا دقيقا، وأيقنوا أن الإمام الحسين على الحق المبين، وأيقنوا أنه من العار وفق مقاييسهم الصادقة النقية أن يتركوا الإمام الحسين وحده، وتوصلوا إلى ذات النتيجة التي توصل لها الإمام الحسين وهي أن الموت خير من حياة الذل تحت حكم الظالمين، فشمروا عن سواعدهم، ووقفوا مع الإمام الحسين، ولاحقوا الموت كلما فر منهم، حتى

(١) مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٢٣٢ و ج ٢ ص ١٩، وتاريخ الطبري ج ٥ ص ٢٠، والمناقب ج ٤ ص ١٠٣.
(٢) مقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ٩٢، وبحار الأنوار ج ٤٥ ص ٢٨.
(٣) تاريخ الطبري ج ٥ ص ٤٤٢، والبحار ج ٤٥ ص ٢١ و ٢٩، ومقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ٢٣.
(٤) راجع المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 102، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 3 ص 18، والبحار ج 45 ص 23.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327