كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٠٥
وقال ابن الجوزي في تذكرة الخواص: " المشهور عن يزيد في جميع الروايات أنه لما حضر الرأس بين يديه، جمع أهل الشام وأخذ ينكث عليه بالخيزران ويقول أبيات ابن الزبعرى "!!!.
ومعنى هذا بكل وضوح أن " خليفة رسول الله " ينتقم من الرسول ويثأر منه جزاء وفاقا لقتله أشياخ يزيد في بدر!!! قال ابن أعثم: ثم زاد عليها يزيد:
لست من عتبة إن لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل وقال الشعبي: وزاد عليها يزيد:
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل وهذا يعني أننا أمام مشرك وكافر ولكنه يرتدي الزي الإسلامي للمحافظة على ملكه!!، هذا الذي يعمل هذه الأفعال; يزعم بأنه " خليفة رسول الله " إنه إعلام دولة الخلافة الذي لم يشهد التاريخ إعلاما بقدرته على قلب الحقائق!! وفي تاريخ الطبري أن يزيد بن معاوية، قال لعلي بن الحسين: " أبوك الذي قطع رحمي، وجهل حقي، ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت "!!! فكانت قيادة الأمة حقا خالصا لأبي سفيان، ولمعاوية وليزيد!!!. وهو يردد هذه المزاعم أمام ابن النبي وحفيد علي الذي قاتل أباه وجده وقتل أشياخه في بدر على الشرك!! إنها تجارة قلب الحقائق.
الجرائم قربان من الله:
عندما انتهى مسلم بن عقبة من مذبحة المدينة، التي تحدثنا عنها سابقا قال: " اللهم إني لم أعمل عملا قط بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أحب إلي ولا أرجى عندي في الآخرة " (1) وفي لفظ ابن كثير: " أحب إلي من قتل أهل المدينة وأجزى عندي في الآخرة، وإن دخلت النار بعد ذلك إني لشقي ثم مات " (2).

(١) راجع تاريخ الطبري ج ٧ ص ١٤، وابن الأثير ج 2 ص 49، وابن كثير ج 8 ص 295.
(2) راجع تاريخ ابن كثير ج 8 ص 215.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327