بهذه الصورة من المناخ الإعلامي لدولة الخلافة سنحاول أن نتعرف على الأقلية التي وقفت مع الإمام الحسين فكما تجاهلت الأكثرية الفاسدة من كل أمة من أمم الأرض التي كذبت أنبياءها الأقلية المؤمنة تجاهلا إعلاميا كاملا، فلم تعن بأشخاصهم، ولا بقدراتهم المميزة، ولا بسيرهم العطرة، بل تجاهلتهم تجاهلا كاملا واعتبرتهم كأوراق شجرة تتساقط بالخريف!!.
كذلك فعلت الأكثرية الساحقة من الأمة الإسلامية إذ تجاهلت الأقلية المؤمنة التي وقفت مع الإمام الحسين وأهل بيت النبوة وقفة عز وشرف، قاتلت بين يديه، لم يضيع إعلام دولة الخلافة وقته، ولم يبعثر جهده لإعطاء الأجيال لمحة عن تلك الشخصيات البارزة التي اختارت الآخرة على الدنيا، والموت بشرف على الحياة الذليلة تحت حكم الطغاة الظالمين!! تجاهلهم إعلام دولة الخلافة بالوقت الذي أعطى فيه الكثير من اهتمامه لتغطية كفاح أبي سفيان وأولاده ضد النبي وضد الإسلام طوال 23 عاما من المواجهة بين جبهة الشرك التي كان يقودها أبو سفيان وأولاده وبين جبهة الإيمان التي كان يقودها محمد وآله!!!.
الأقلية التي أيدت ثورة الإمام الحسين:
الأقلية المؤمنة التي أيدت ثورة الإمام الحسين تنقسم إلى فئتين أيضا:
الفئة الأولى: وهي الفئة التي خرجت مع الإمام الحسين، فرافقته دربه وشاطرته قناعاته وتحليلاته، وأيدت موقفه، ونالت شرف الدفاع عنه، وقاتلت بكل قواها حتى قتلت بين يديه، وهم بتعبير أدق شهداء مذبحة كربلاء ومن نجا منهم بعذر شرعي.
الفئة الثانية: وهم فئة مؤمنة، أحبوا الإمام الحسين بالفعل وتفهموا شرعية وعدالة موقفه، ولكنه قدروا أن الحسين ومن معه لا طاقة لهم بمواجهة الخليفة وأركان دولته والأكثرية التي تؤيده، وقد اكتفت هذه الفئة بالتعاطف القلبي مع الإمام الحسين، وتصعيد خالص الدعاء لله لحفظه وسلامته، وتابعت أنباءه بشغف بالغ، ولكنها فضلت حياتها على الوقوف معه ومناصرته، ولما استشهد الإمام