فأنت بعين شامخه سماء * وأنت بعين خاشعه صعيد أبا الحسنين هب لي ما أغني * به الدنيا ليسكر بي وجود فقد سئمت حديث النفس روح * لها في كل آونة شرود يحملها العذاب ضمور جيل * تجاذبه المطامع والوعود أبا حسن ولولا أن روحي * بحبل هداك تربطها عهود لأوشك أن تزل به دروب * تفاخر أن مزلقها (جديد) فبين الزيغ والإيمان خيط * إذا ما انبت تضطرب الحدود فكل مخالف، أبدا، عدو * وكل مخاتل، كذبا، ودود!!
وكل غد تحشد بالمنايا * لنطعمهن فهو (غد سعيد)!!
أهذا ما يقضي العمر فيه * شباب ذابل وحشى وقيد فكم لفظ تراقص عبقريا * فأوحش وجهه المعنى البليد!!
وله أيضا قوله:
ظمئ الشعر أم جفاك الشعور * كيف يظمأ من فيه يجري الغدير كيف تعنو للجدب أغراس فكر * لعلي بها تمت الجذور نبتت - بين (نهجه) وربيع * من بنيه، غمر العطاء - البذور وسقاها نبع النبي، وهل * بعد نمير القرآن يحلو نمير؟
فزهت واحة، ورفت غصون * ونما برعم، ونمت عطور هكذا يزدهي ربيع علي * وتغني على هواه الطيور شربت حبه قلوب القوافي * فانتشت أحرف، وجنت شطور وتلاقي بها خيال طروب * ورؤى غضة، ولفظ نضير ظامئ الشعر، هاهنا يولد * الشعر، وتنمو نسوره وتطير