في الحقوق والأحكام، وصار سنة عمر سنة إسلامية جرى عليها الأمور، فلما أراد علي (عليه السلام) رفع هذه البدعة والعمل على سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن ألف الناس هذه الميزة والاختلاف، صعب عليهم ذلك واعترضوا عليه (1)، ولكن عقيلا بادر على إظهار الخلاف على ما في هذه الصحيحة، وأظهره طلحة والزبير وجمع آخر قولا وعملا كما هو واضح.
والحديث في الاختصاص: وقام خطيبا بالمدينة حين ولي فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار يا معشر قريش اعلموا والله، أني لا أرزؤكم من فيئكم شيئا ما قام لي عذق بيثرب، أفتروني مانعا نفسي وولدي ومعطيكم، ولأسوين بين الأسود والأحمر؟
فقام إليه عقيل بن أبي طالب فقال: لتجعلني وأسود من سودان المدينة واحدا.
فقال له: اجلس - رحمك الله تعالى -: أما كان هاهنا من يتكلم غيرك؟ وما فضلك عليهم إلا بسابقة أو تقوى. (2) وهذان الحديثان يفيدان تأثر عقيل في السنة العمرية في الميزة القومية، ومبادرته إلى ما أظهره من توهمه وتخيله، ولكنه لم يسلك طريقا سلكه المخالفون، ولم يتبع منهجهم في تحزبهم وعصيانهم وطغيانهم، بل أسلم وأطاع.
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يراعي فقر عقيل، ويلاحظ جانبه ويعطيه من ماله.
روي عن عبد الله بن محمد بن الحنفية، عن أبيه قال: كان أبي (رضي الله عنه) إذا جاءت غلته