عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٦٦
والمؤمنين الذين استشهدوا معه فقد كان عددهم سبعين رضوان الله عليهم.
وظهر الكوفة هو النجف، وتسمى في الأحاديث أيضا نجف الكوفة ونجفة الكوفة أي مرتفعها وجبلها. وتسمى الغري والغريين، باسم عمودين بناهما النعمان بن المنذر ملك الحيرة وغراهما بالبياض أي صبغهما باللون الأبيض. ولا يلزم أن يكون قتلهم في نفس ظهر الكوفة، ولعل الأصل " وقتل نفس زكية من ظهر الكوفة " أي أنه من أهل النجف ومقيميها، أما السبعين فلا ينص قول المفيد رحمه الله ولا الحديث الوارد فيهم على أنهم من ظهر الكوفة بل يستشهدون مع النفس الزكية الذي هو من ظهر الكوفة.
وقد وردت روايات في خيل المغرب التي تنزل في فناء الحيرة، أي تستقر قرب الكوفة، وأن هذا الحدث يكون في أيام السفياني أو قربه.
ولكن الملفت في نص المفيد رحمه الله قوله " وورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة " وهذا يفتح الباب للتدقيق في روايتها وهل لفظها الغرب أم المغرب. ويفتح المجال لاحتمال أن تكون هذه القوات غربية تدخل العراق لمعاونة السفياني في مواجهة أصحاب الرايات السود، أو تكون قبل السفياني. بل ينبغي التحقيق في كل رواية ورد فيها ذكر الجيش المغربي وأهل المغرب، والرجوع إلى النسخ المخطوطة فقد يكون الأصل الجيش الغربي وأهل الغرب.
والمقصود برايات المشرق الرايات السود الخراسانية التي تدخل مع قوات اليماني لمواجهة السفياني عندما يغزو العراق.
أما بثق الفرات وفيضانه في الكوفة، فقد ورد في الأحاديث أنه يكون في سنة الظهور، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال " عام (أو سنة) الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل أزفة الكوفة " البحار ج 52 ص 217.
وشهادة الشيخ المفيد بأن هذه العلامات والاحداث ثبتت في الأصول
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»