مصار الدرجة الأولى أيضا، عن حذلم بن بشير عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال " قلت لعلي بن الحسن عليه السلام: صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته فقال: يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق. ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند. ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان. فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي، ثم يخرج بعد ذلك " البحار ج 52 ص 213، عن غيبة الطوسي. ولم أجد حديثا آخر عن عوف هذا.
وما يتعلق بشعيب منه وأنه من سمرقند مخالف لما هو المشهور في مصادرنا الشيعية من أنه من أهل الري، إلا أن يفسر بأن أصله من أهل سمرقند.
وكذلك أمر خروجه قبل السفياني كما ذكرنا في محله.
ويبدو أن عوفا السلمي هذا يخرج على الحكومة السورية وليس العراقية، وأنه يكون قبل السفياني بمدة غير طويلة. أما الجزيرة التي هي مركز حركته فهي اسم لمنطقة عند الحدود العراقية السورية، وهو المعنى المفهوم للجزيرة عندما تطلق بدون إضافة كما نلاحظ في كتب التاريخ والحديث، وتسمى أيضا جزيرة ربيعة أو جزيرة ديار بكر، ولا يفهم منها جزيرة العرب أو جزيرة أخرى إلا بالإضافة. والظاهر أن معنى مأواه تكريت أنها تكون ملجأه قبل حركته أو بعد فشل حركته وفراره. وهي المدينة المعروفة في العراق. ويؤيد ذلك أنها قريبة من مركز حركته الجزيرة فيكون ما ورد في بعض النسخ بدلها (ومأواه بكريت أو بكويت) مصحفا عن تكريت. ويؤيد ذلك أن الموجود في البحار وغيبة الطوسي " تكريت " فقط وتشير الرواية إلى أنه بعد ذلك يقتل في مسجد دمشق أي يغتال فيه، أو يقبض عليه ويقتل عنده. وعلى هذا يكون خروجه من أحداث بلاد الشام، وله صلة بأحداث العراق.