العالم فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم قط. أما الجوع فقبل قيام القائم. وأما الخوف فبعد قيام القائم " البحار ج 52 ص 229، ولا أجد وجها لان يكون الجوع خاصا بأعداء أهل البيت عليهم السلام إلا أن يكون أزمة اقتصادية تعاني منها حكومة الجبابرة في العراق. وهذا الخوف المذكور في بلاد الشام بعد ظهور المهدي عليه السلام، لا ينفي وجوده قبل ظهوره، وقد نصت الرواية التالية على أنه يكون شديدا في العراق قبل الظهور، فعن الإمام الباقر عليه السلام قال " يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر لهم في السماء، وحمرة تجلل السماء، وخسف ببغداد، وخسف ببلدة البصرة، ودماء تسفك بها، وخراب دورها، وفناء يقع في أهلها. وشمول أهل العراق خوف لا يكون معه قرار " البحار ج 52 ص 221 - 222، وليس من الضروري أن تكون هذه العلامات متسلسلة حسب ما وردت في الرواية، بل قد يكون الخوف والخسف قبل الآيات السماوية. والظاهر أن نار السماء وحمرتها آية ربانية وليست نار انفجارات مثلا.
وتذكر الرواية التالية عن أمير المؤمنين عليه السلام عدة أحداث في العراق في مرحلة حكم الجبابرة قبل السفياني وظهور المهدي عليه السلام.
فعن أنس بن مالك قال " لما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل براثا وكان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب، فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الأرض فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين عليه السلام فاستفظع ذلك ونزل مبادرا فقال: من هذا، ومن رئيس هذا العسكر؟
فقيل له: هذا أمير المؤمنين وقد رجع من قتال أهل النهروان. فجاء الحباب مبادرا يتخطى الناس حتى وقف على أمير المؤمنين عليه السلام فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقا حقا. فقال له: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقا حقا؟ قال له:
بذلك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا. فقال له: يا حباب، فقال الراهب: وما علمك باسمي؟!