الحديثية تعطي رواياتها قيمة كبيرة بل يمكن القول بالاطمئنان إلى صحة ما صححه المفيد قدس سره لدقته وجلالة قدره، وكونه أقرب إلى المصادر والتابعين والأئمة عليهم السلام، حيث توفي رحمه الله سنة 413 هجرية.
أما ما يدل على قيام حكم اسلامي في العراق قبل السفياني فعمدته الأحاديث التي تدل على انتصار الممهدين الإيرانيين في حربهم مع جبابرة العراق، من قبيل ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام قال " كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق، يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه. فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا. ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم. قتلاهم شهداء. أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الامر " البحار ج 52 ص 343.
وحديث " تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء " الملاحم والفتن ص 43.
والحديث المستفيض الذي رواه الفريقان وبعض أصحاب الصحاح عن النبي صلى الله عليه وآله قال " يخرج ناس من المشرق فيوطؤن للمهدي " يعني سلطانه.
البحار ج 51 ص 87.
فهذه الأحاديث وأمثالها وان لم تدل صراحة على قيام حكم اسلامي في العراق قبل ظهور المهدي عليه السلام ولكنها تدل على انتصار الإيرانيين الممهدين انتصارا على مرحلتين كما سنذكره في محله، مما يرجح أن هدفهم في اسقاط حكم الجبابرة في العراق وإقامة حكم اسلامي يتحقق.
وتوجد روايات متفرقة تدل على ذلك أيضا ولكنها وردت مرسلة أو بأسانيد ضعيفة تذكر أن الإيرانيين الممهدين يدخلون العراق ومدنه الهامة من جهة خانقين ومن جهة البصرة وينهون حكم الجبابرة، مثل رواية براثا