عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٦٢
فقال: أعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال له الحباب: مد يدك فأنا أشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك علي بن أبي طالب وصيه. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: وأين تأوي؟ فقال: أكون في فلاية لي هاهنا.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلم: بعد يومك هذا لا تسكن فيها، ولكن ابن هاهنا مسجدا وسمه باسم بانيه. (فبناه رجل اسمه براثا فسمي المسجد ببراثا باسم الباني له) ثم قال: ومن أين تشرب يا حباب؟ فقال: يا أمير المؤمنين من دجلة هاهنا. قال:
فلم لا تحفر عينا أو بئرا؟ فقال له: يا أمير المؤمنين كلما حفرنا بئرا وجدناها مالحة غير عذبة. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: احفرها هنا بئرا، فحفر، فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها، فقلعها أمير المؤمنين عليه السلام فانقلعت عن عين أحلى من الشهد، وألذ من الزبد.
فقال له: يا حباب يكون شربك من هذه العين. أما إنه يا حباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها، ويعظم البلاء، حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام. فإذا عظم بلاؤهم شدوا على مسجدك بفطوة ثم - وابنه بنين ثم وابنه لا يهدمه الا كافر ثم بيتا - فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين، واحترقت خضرهم وسلط الله عليهم رجلا من أهل السفح لا يدخل بلدا الا أهلكه وأهلك أهله. ثم ليعد عليهم مرة أخرى، ثم يأخذهم القحط والغلا ثلاث سنين حتى يبلغ بهم الجهد. ثم يعود عليهم، ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة الا سخطها وأهلكها وأسخط أهلها. وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع، فعند ذلك هلاك البصرة. ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط، فيفعل مثل ذلك، ويتوجه نحو بغداد فيدخلها عفوا، ثم يلتجئ الناس إلى الكوفة. ولا يكون بلد من الكوفة تشوش الامر له. ثم يحرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقاهما السفياني فيهزمهما، ثم يقتلهما، ويوجه جيشا نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها. ويجئ رجل من أهل الكوفة فيلجؤهم إلى سور فمن لجأ إليها أمن. ويدخل جيش السفياني
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»