عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٧٧
ولقد خسف بها في القرون الخالية مرارا، وليأتين عليها زمان وان لكم يا أهل البصرة وما حولكم من القرى من الماء ليوما عظيما بلاؤه. واني لاعلم موضع منفجره من قريتكم هذه. ثم أمور قبل ذلك تدهمكم، عظيمة أخفيت عنكم وعلمناها. فمن خرج عنها عند دنو غرقها فبرحمة من الله سبقت له. ومن بقي فيها غير مرابط فبذنبه.
وما الله بظلام للعبيد " البحار ج 60 ص 224 - 226، وقد أضفنا لها فقرة من نهج السعاة في مستدرك نهج البلاغة ص 325، وقد روى فيها فقرة من هذه الخطبة عن عيون الاخبار لابن قتيبة عن الحسن البصري، وفيها:
" غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تفتح أرض يقال لها البصرة، أقوم الأرضين قبلة. قارؤها أقرأ الناس. وعابدها أعبد الناس. وعالمها أعلم الناس.
ومتصدقها أعظم الناس صدقة، وتاجرها أعظم الناس تجارة. منها إلى قرية يقال لها الأبلة أربعة فراسخ، يستشهد عند مسجد جامعها أربعون ألفا، الشهيد منهم يومئذ كالشهيد معي يوم بدر ".
ويظهر من مصادر التاريخ أن خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في البصرة وحديثه فيها عن الملاحم قطعية ومشهورة، ولكن رواياتها المتعددة تختلف في الطول والقصر وفي بعض المضامين.
وتنفرد الروايتان اللتان ذكرناهما بأنهما تذكران خرابها بالغرق بعد الخسف، وهو ما لم يحدث في غرقها في المرتين أو في ثورة الزنج. ويبدو أنه الخسف الموعود في روايات أخرى عن أهل البيت عليهم السلام على أنه من علامات ظهور المهدي عليه السلام. والذي يحتمل أن يكون عند حرب أصحاب الرايات السود مع جبابرة العراق قبل احتلال السفياني له، كما يحتمل أن يكون على أثر احتلال السفياني له.
كما تنفردان بذكر شهداء البصرة السبعين ألفا أو الأربعين ألفا، وأنهم في درجة شهداء بدر، وبكاء أمير المؤمنين عليه السلام عليهم، وفي رواية
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»