حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٩٣
سفره إلى البصرة:
وبعد وفاة الإمام الكاظم (عليه السلام) سافر الإمام الرضا (عليه السلام) إلى البصرة للتدليل على إمامته، وابطال شبه المنحرفين عن الحق، وقد نزل ضيفا في دار الحسن بن محمد العلوي، وقد عقد في داره مؤتمرا عاما ضم جمعا من المسلمين كان من بينهم عمرو بن هداب، وهو من المنحرفين عن آل البيت (عليهم السلام) والمعادين لهم، كما دعا فيه جاثليق النصارى، ورأس الجالوت، والتفت إليهم الامام فقال لهم:
" إني انما جمعتكم لتسألوني عما شئتم من آثار النبوة وعلامات الإمامة التي لا تجدونها إلا عندنا أهل البيت، فهلموا أسألكم... ".
وبادر عمرو بن هداب فقال له:
" إن محمد بن الفضل الهاشمي أخبرنا عنك أنك تعرف كل ما أنزله الله، وانك تعرف كل لسان ولغة... ".
وانبرى الإمام (عليه السلام) فصدق مقالة محمد بن الفضل في حقه قائلا:
" صدق محمد بن الفضل أنا أخبرته بذلك.. ".
وسارع عمرو قائلا:
" إنا نختبرك قبل كل شئ بالألسن، واللغات، هذا رومي، وهذا هندي، وهذا فارسي، وهذا تركي، قد أحضرناهم.. ".
فقال (عليه السلام):
" فليتكلموا بما أحبوا، أجب كل واحد منهم بلسانه إن شاء الله... ".
وتقدم كل واحد منهم أمام الامام فسأله عن مسألة فأجاب (عليه السلام) عنها بلغته، وبهر القوم وعجبوا، والتفت الامام إلى عمرو فقال له:
" إن أنا أخبرتك أنك ستبتلي في هذه الأيام بدم ذي رحم لك هل كنت مصدقا لي؟... ".
" لا. فان الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى.... ".
ورد الامام عليه مقالته:
" أو ليس الله تعالى يقول: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد الا من ارتضى من رسول) فرسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الله مرتضى، ونحن ورثة ذلك
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست