حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٨٢
يقوم فيجدد الوضوء، ثم يقوم، فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر، فلست أدري متى يقول الغلام إن الفجر قد طلع؟
إذ قد وثب هو لصلاة الفجر فهذا دأبه منذ حول لي " وهكذا كان الامام سيد المتقين، وامام المنيبين قد طبع على قلبه حب الله تعالى، وهام بعبادته وطاعته.
ولما رأى عبد الله الفضل للامام حذره من أن يستجيب لهارون باغتياله قائلا له:
" اتق الله، ولا تحدث في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة فقد تعلم أنه لم يفعل أحد سوء إلا كانت نعمته زائلة ".
فانبرى الفضل يؤيد ما قاله عبد الله.
" قد أرسلوا إلي غير مرة يأمرونني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك " (1).
لقد خاف الفضل من نقمة الله وعذابه في الدنيا والآخرة ان اغتال الامام، أو تعرض له بمكروه.
نصه على امامة الرضا:
ونصب الإمام موسى (عليه السلام) ولده الإمام الرضا (عليه السلام) علما لشيعته ومرجعا لامته وقد خرجت من السجن عدة ألواح كتب فيها " عهدي إلى ولدي الأكبر " (2).
وقد أهتم الإمام موسى بتعيين ولده إماما من بعده، وعهد بذلك إلى جمهرة كبيرة من اعلام شيعته كان من بينهم ما يلي:
1 - محمد بن إسماعيل:
روى محمد بن إسماعيل الهاشمي قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر، وقد اشتكى شكاة شديدة فقلت له: " أسأل الله أن لا يريناه - أي فقدك - فإلى من؟ " قال (عليه السلام):

(1) حياة الإمام موسى بن جعفر 2 / 469 - 471.
(2) نفس المصدر.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست