حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٩٦
" لقد بشربه موسى وعيسى جميعا، ولكن لم يتقرر عندنا أنه محمد هذا، فأما كون اسمه محمد، فلا يجوز أن نقر لكم بنبوته، ونحن شاكون انه محمدكم أو غيره.. " وانبرى الامام ففند شبهتهم قائلا:
" احتججتم بالشك، فهل بعث الله قبل أو بعد من ولد آدم إلى يومنا هذا نبيا اسمه محمد أو تجدونه في شئ من الكتب التي أنزلها الله على جميع الأنبياء غير محمد؟.. " وأحجموا عن الجواب، ولم يجدا شبهة يتمسكان بها، وأصرا على العناد والجحود قائلين:
" لا يجوز لنا أن نقر لك بأن محمدا هو محمدكم، فإنا إن أقررنا لك بمحمد ووصيه وابنته وابنيها على ما ذكرتم أدخلتمونا في الاسلام كرها.. " وانبرى الامام قائلا: " أنت يا جاثليق آمن في ذمة الله، وذمة رسوله أنه لا يبدؤك مناشئ تكرهه.. ".
وسارع الجاثليق قائلا:
" إذ قد آمنتني، فان هذا النبي الذي اسمه محمد، وهذا الوصي الذي اسمه علي، وهذه البنت التي اسمها فاطمة، وهذان السبطان اللذان اسمهما الحسن والحسين في التوراة والإنجيل والزبور، وطفق الامام قائلا:
" هل هذا صدق وعدل؟.. ".
" بل صدق وعدل.. " وسكت الجاثليق، واعترف بالحق، والتفت الامام إلى رأس الجالوت فقال له:
" اسمع يا رأس الجالوت السفر الفلاني من زبور داود... " قال رأس الجالوت:
" بارك الله فيك وفيمن ولدك:، هات ما عندك... " وأخذ الامام يتلو عليه السفر الأول من الزبور حتى انتهى إلى ذكر محمد وعلي وفاطمة والحسن الحسين، ووجه الامام له السؤال التالي:
" سألتك يا رأس الجالوت بحق الله هذا في زبور داود؟... " " نعم هذا بعينه في الزبور بأسمائهم... ".
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست